نور الحربي
قد يفسر البعض ان الحديث عن خطوة انضمام بعض انظمة المنطقة الى صفوف الدول التي تعلن حربها على الارهاب بشكل علني بانه مجرد تمثيلية وهو ما يقودنا الى تحليل خلفيات القرار السعودي الاخير المثير للجدل بعقلانية ودون ان نتأثر بمثل هذه التشكيكات خصوصا وان العراق كبلد مجاور له تجربة مريرة وغير مثمرة مع هذه الدولة التي طالما استعدت المشروع السياسي للعراقيين بعد العام 2003 من هنا هل ينبغي ان نهاجم ونعلن العداء في ظل هذا القرار ونعيد تجربة الاستعداء ام نشجعه ونطال حكومة السعودية بأن تثبت حسن النوايا والذي يظهر تغيرا في موقفها في المرحلة القادمة ومدى جديتها وفاعلية استراتيجيتها في الحرب على الارهاب كما اعلنت هي !! الغريب في الامر ان رئيس الحكومة نوري المالكي كرر اتهامه للسعودية متجاهلا هذا المتغير الحساس والذي كان من الواضح انه لم يكن موفقا في طرحه في هذا التوقيت تحديدا, خصوصا ان حالة من الفوضى تسود المنطقة وهي تكشف عن اصطفافات جديدة ولو اراد سياسي ما ان يستثمر هذه الاجواء فعليه ان يدرس كل الخيارات المتاحة ليخرج بموقف ما يخدم مصالح بلده ومشروعه على اقل تقدير فالخلافات التي دبت في الجسد الخليجي المتهم الاول بتأجيج المنطقة كل من جانبه وبما ينسجم مع مصالحه ومثل هذه الخلافات كانت لتستثمر بشكل افضل لو ان المالكي لم يهاجم جميع الاطراف في الازمة الراهنة وعليه فأن اتهاماته للسعودية وقطر كانت متسرعة وبنظرة بسيطة للمشهد نرى ان ايران سارعت للاتصال بحكومة قطر وتحدثت بصراحة عن استعدادها لتطوير العلاقات معها حتى مع وجود خلاف حاد بين الفريقين في سوريا وطبيعة المعركة الدامية هناك التي يقود كل طرف منهما مجموعات تقف بعضها مع الاسد والاخرى بالضد منه لنجد ان المصلحة اقد اجتمعت ليكونا نظريا معا بمواجهة السعودية لان في ذلك قوة لهما وهو امر لايحتاج الكثير من التدقيق لمعرفة خلفياته , وكما قلت فان الغريب ان لايحسب المالكي حساب هذه الخطوة وخرج عن المألوف في حديثه عن الداعمين للارهاب وهو حديث ليس بجديد لكن توقيته هذه المرة كان سيئا للغاية , اذن ما هي الخطوات المفترض القيام بها وهل ان رسالة رئيس الوزراء كانت موجهة بشكل صحيح ولمن وجهت وهل كانت مؤثرة بالمقدار الذي يتمناه العراقيين المعبئين ضد السعودية وقطر ومشروعها المزعوم في العراق ونقول هنا ان الرسالة كانت مشوشة جدا ولم تأت بجديد وقد حاول المالكي خلالها مخاطبة الغرب والرأي العام الغربي ولعله اراد القول بأنه يخوض معركة ضد تنظيمات ارهابية مكشوفة معتقدا ان التصريح بذلك سيحل جزءا من مشكلة الحرب مع الارهاب خصوصا انه لم يحقق انتصارات كبيرة على الارض ولعله اراد ان يحصل على المزيد من التسليح عبر الضغط على الدول الغربية التي تحارب الارهاب موحيا بأن معركة العراق ليست معركة مع تنظيمات مسلحة فحسب بل مع دول ومخابرات دول تريد ان تعمم نموذج الارهاب في الشرق الاوسط وابعد من ذلك ربما, بينما كان حريا به ان يتأنى قليلا ليحل مشكلة الارهاب داخليا فالهروب الى الامام ليس هو الحل دائما لان معالجة اشكاليات الداخل وتحصين الجبهة العراقية هو الحل الامثل والاقوى بدل لغة التسقيط والشتائم المتبادلة التي تضعف الدولة وتحد من قدرتها في مكافحة الارهاب بل وتفقد الاخرين الثقة بها اذا وصلت الى هذا المستوى من التفكك والضعف . لقد كان الاجدر بالمالكي الصمت والتروي قليلا وتأييد ومباركة هذ الخطوة من حكومة السعودية والمطالبة بالوقوف صفا واحدا لمعالجة هذه المشكلة كونها تمس امن المنطقة وهو ما قد يسهم في ايجاد جبهة موحدة ضد الارهاب ويعزز الثقة بين الدول مجتمعة وهي امور كان قد استبعدها المالكي مبكرا بعد تصريحاته هذه , قد يقول قائل ان السعودية كمنظومة قد عملت طوال السنوات الماضية بانتقائية فقد صنفت الجماعات الشيعية المواجهة للانظمة بالارهابية بالرغم من انها قوى مقاومة ولها مطالب مشروعة لانها ببساطة تدعم نظام ال خليفة في البحرين على حساب اغلبية شعبه الثائر وهم من الشيعة بينما تطالب بوجود حاكم سني في سوريا بحجة ان الشعب السوري شعب سني واقامت الدنيا ولم تقعدها بدعمها العلني حركات القتل والتصفية هناك وهي امور اعتدنا ان نشاهدها كثيرا في السياسة الخارجية السعودية فما الجدوى من مباركة مثل هذه الخطوة التي تتضمن كما كبيرا من المغالطات وهنا اقول نعم لكننا بحكمنا هذا على مثل هذه التطورات نكون قد اهملنا الخلفيات الواقعية لمثل هذا القرار والمتمثلة في الانشقاقات المتكررة للعائلة المالكة فلو رجعنا الى الوراء قليلا لاكتشفنا ان اقصاء الامير بندر كانت له اسبابه الموجبة والتي تكشف عن تشكيله خطر على رأس النظام اذا ما علمنا انه طلب الدعم الامريكي والغربي لتوليه زمام الحكم كنوع من المكافأة عن خدماته لهم عب
https://telegram.me/buratha