خضير العواد
الفترة التي عاشها الشعب العراقي منذ التغير الكبير عام 2003 وحتى هذه الايام مملؤة بالتجربة الكبيرة والخبرة العظيمة بكل السياسيين وتنظيماتهم ، وهذه التجربة يجب أن تستغل ويعمل بها لكي ترشدنا الى القبطان الجيد الذي يقود المركب بعد كل هذه المعاناة والتضحيات الجسام التي تبكي الصخر ، فعشرة سنوات من العمل الديمقراطي التي تحتكم لصناديق الإنتخابات في تكوين العقل السياسي ( السلطة التشريعية والتنفيذية ) الذي يقود العراق ،
فهذه التجربة وصناديق الإنتخابات تجعلان المواطن العراقي مؤهل لأختيار الأنسب إذا أستعمل الآدوات الصحيحة في دراسة المرحلتين الإنتخابيتين السابقتين ، وأهم شيء يجعله أمامه النتائج في كل مرحلة وما فعلت السلطة التشريعية وكذلك التنفيذية ويبعد التحزب والميول الشخصية ويقرب المصلحة العليا ويجعلها الهدف الأسمى لكل تحرك ، لأن عشرة سنوات ليس بالوقت القصير والتضحيات التي تقدم كل يوم ليست بالشيء الرخيص والفساد الإداري أصبح كالأخطبوط مسيطر على الحياة اليومية ومعطل كل سبل النجاح والراحة للمواطن العراقي ، فمن قاد المرحلة السابقة يجب أن يكون مسؤول عن نجاحها أو فشلها بعيداً عن خلق الأعذار والأسباب ، لأن الظروف التي تحيط بالعملية السياسية هي نفسها حتى وإن أختلفت الشخصيات أو الكتل التي تقود الحكومة التنفيذية ،
لأن الذي خلق هذه الظروف ويعمل على أستمرارها هو رافض للنظام الديمقراطي والعملية السياسية قاطبةً في العراق وليس الشخصية أو التكتل الذي يحكم ( بأعتبار الأغلبية هي الحاكمة في الأنظمة الديمقراطية) ، والذين تصدوا للعمل السياسي في العراقي فشلوا في مواجهة هذه الظروف بل أصبحوا الأن جزء منها في زيادة المعاناة للشعب العراقي من خلال فسادهم الإداري ، ولهذا فليجرب الشعب العراقي شخصيات أخرى أو فريق أخر وطني ونزيه يواجه هذه التحديات الكبيرة من خلال رفض وعدم أنتخاب جميع المفسدين بعيداً عن توجهه السياسي ، فإذا لم يستطع على التغير الكبير فعليه بالتغير الجزئي وهو تغير من قاد الحكومة بشكل فعلي (بالرغم من قيادة جميع المكونات والتكتلات السياسية لهذه الحكومة وهذا دليل كامل على فشل من أشترك في هذه الحكومة) لأنه مسؤول إن شاء أم آبى لأنه تصدى ورفع راية القيادة فعليه أن يتقبل النتائج بصدر رحب لأنه المسؤول عن جميع النتائج إن كانت سلبية أم إيجابية على الرغم من تشكيلة الحكومة الغريبة لأنه تقبل أن يكون رئيسها فعليه أن يتقبل نتائجها ،
وهذا التغير الجزئي يجعل الشعب العراقي صاحب القرار الفعلي في تقرير مصيره ، لأنه سوف يُعلم السياسي بأن قرار أستمراره يعتمد على نوع عمله إن كان جيداً فسوف يستمر في وكالته التي أعطاها له المواطن من أجل مستقبل أفضل للعراق وإن كان سلبياً ورديئاً فسوف يقصى عن الأشتراك في قيادة المرخلة القادمة لأنه غير مؤهل لذلك ، فهذا التغير الجزئي ( وإن كان ليس بالمستوى المطلوب) سوف يحرك العملية السياسية ويجعل الجميع يهرول لأثبات جدارته في القيادة والحكم من خلال تقديم الأفضل للمواطن ،
لأن المراقب الحقيقي هو الشعب وقد أسترجع قراره الذي سرق منه بمختلف الطرق واللاعيب ،لأن السياسي العراقي أصبح لا يهاب الشعب ولا يعير له أي أهمية بعد أن سيطر على جميع المؤسسات القانونية التي تحاسبه من قضاء ونزاهة وغيرها من المؤوسسات التي تراقب وتحاسب وهكذا أصبح المسؤول العراقي حر في فعل ما يشاء بغياب الجهات التي تحاسبه أو تسأله ، فعملية التغير مطلوبة جداً في هذه المرحلة لوضع النقاط على الحروف ولإرجاع قطار العملية السياسية الى سكة الديمقراطية الحقيقية (الحكم بيد الشعب) ، أما أستغفال المواطن ببعض الكلمات الرنانة والجميلة والوطنية وتوزيع عليه بعض البقايا من سفرت العراق العظيمة التي أحتوشها ساسة العراق ورمة بالفضلات الى هذا الشعب المغلوب على أمره وترك هذه التجربة الكبيرة المملؤة بالقتل والدمار والفشل والفساد الإداري وعدم المركزية في كل شيء حتى أصبح كل عضو برلمان أو وزير عنده كامل الصلاحيات في التصريحات والحركة حتى أصبحت جميع الحكومات لا تعبر الحكومة العراقية ولا تعيرلها وزناً ؟؟؟؟؟؟ فهذا بعيداً عن العقل والمداراة والمحافظة على المصلحة العليا للبلد ، وهذا يتم من التغير الحقيقي عند الناس أنفسهم لأن الله سبحانه وتعالى يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) من خلال التفكر بالمصلحة العامة وترك في هذه الفترة الخطيرة والقلقة الأنا الحزبية والشخصية ، لأن الجميع مستهدفون فالعدو لا يميز بين فئات الشعب لهذا يجب أن يفتش الشعب العراقي على القيادة التي تحميه وتقوده الى بر الآمان .
https://telegram.me/buratha