حيدر الفلوجي
عندما علم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ع، باستجابة واليه على البصرة لمأدبة دعاه فيها أحد تجّار اهل البصرة، قام أمير المؤمنين بإرسال كتاب الى واليه جاء في الكتاب: (بلغني ان بعض فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت اليها تستطاب لك الالوان و تنقل اليك الجفان و ما ظننت انك تجيب الى طعام قوم غنيهم مدعو و عائلهم مجفو) نهج البلاغة.
يشير النص الى نهج اهل البيت في حكمهم وكيفية تعامل عمّالهم مع الأُمّة، ويذكر له نظاماً وقانوناً يتعلق باستجابة دعوة، يكون المدعو فيها الفقير والغني على حدٍ سواء ، وان لا يحضر الوالي او المحافظ او المسؤول الى مأدبة ووليمة يكون المدعو فيها فقط اصحاب المصالح وأصحاب النفوذ في البلد، تاركين ورائهم الفقير وآلآمه، وما يعانيه من حرمان في ظل حكم وحكومة امتلأت جيوبها من الشبهة وغيرها.
فمنهج امير المؤمنين في تعامله مع عمّاله بهذه الشدة، وهؤلاء العمّال هم ينتمون الى حزبه( حزب الله هم الغالبون)، وهم من شيعته ومواليه المخلصين له ولشريعة سيد المرسلين.
أما حكومة الأتباع الذين يحكمون اليوم في بلد أمير المؤمنين ع، فهم أبعد ما يكونوا في حكمهم لحكومة الحق، فبالوقت الذي يدّعي فيه اتباع اهل البيت بأنهم ينتمون الى تلك المدرسة العريقة، فهم يرتعون في الولائم التي يدعو بعضهم البعض الآخر ويكون فيها الفقير هو الأبعد من تلك الولائم التي تُقام في البيوت الفارهة والقصور الواسعة في منطقة لا يستطيع الفقير ان يصل الى حدودها فضلاً عن الدخول في ساحاتها وشرفاتها، وأكلاتها وشراباتها، تُرى ألى أين أنتم سائرون يا من تدّعون أنكم من أتباع أهل البيت؟
https://telegram.me/buratha