نور الحربي
من المهم ان نتسأل جديا ونحن نطالع تلك اللافتات الصفراء التي كتب عليها (( المواطن يريد .......؟ )) عن ماهية هذا السؤال ولماذا يطرح اليوم وماهي الرسالة التي يحملها وهل من جديد وماهو الذي يريده العراقي فعلا وقد جرب اشكال الوعود والمواثيق وبعد كل ذلك ما الذي تغير واقعيا واين تتجه البوصله وما هو الهدف من الانتخابات التي نخوضها دوريا كل عامين ما بين حكومات محلية وبرلمان وغيرها من انتخابات الاتحادات والنقابات والهيئات ... اسئلة وتساؤلات لابد ان يطرحها هذا المواطن وعليه ان يقتنع في قرارة نفسه بالقضية التي عليه ان يناضل من اجلها في سبيل نيل حقوقه سيما وان السنوات الماضية كشفت الوجوه واسقطت الاقنعة وحددت معالم من يرفعون شعارات براقة كان الهدف منها تغييب وعي المواطن ( الناخب صاحب القرار والسلطة الحقيقية )
وبمراجعة بسيطة يمكننا تاشير بعض النقاط فيما يتعلق بما يريده المواطن الذي يسمع عن موازنات انفجارية وخطط لتحسين اوضاعه على كافة الاصعدة الامنية الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك وحقيقة الامر ان السؤال المطروح يحتاج منا مئات بل الاف الاجابات عما نريده حقا ففي الوقت الذي تعكف القوى السياسية على مناقشة موازنة 2014 والخلافات التي تتحكم بتمريرها لابد من الالتفات الى الواقع مأساوي الذي قادنا لهذه الاختلافات ومنها بكل تأكيد غياب الكثير من القوانين المهمة التي ان اقرت فانها قطعا ستكشف عن هوية المتلاعبين بالمال العام ومن هذه القوانين قانون النفط والغاز اذن المواطن يريد ان تفعل القوانين التي بغيابها يتوفر الغطاء للسراق ومن يدور في فلكهم مع غياب الحسابات الختامية وضياع مبالغ كبيرة من ثروة البلاد والتي قطعا ذهبت وتذهب لجيوب المتخمين ممن بنوا الفلل واشتروا المتاجر والمؤسسات والعقارات في لندن وغيرها من عواصم الغرب !! هناك ايضا ملف الخدمات ابتداءا بشبكات الصرف الصحي والطرق و الكهرباء واعمال النظافة وتوفير البنى التحتية وغير ذلك كثير يطول شرحه فما الذي فعله الذين يتحدثون عن الانجازات ؟؟!!
اما قطاع الاسكان وتوفير السكن للمواطنين فالحديث عنه ذو شجون نظرا للمبالغ التي صرفت والتي لازالت تصرف دون ايجاد حلول واقعية ولعل توزيع السندات والمكارم السخية من قبل شخص المالكي انما هي خطوة لامتصاص غضب بعض المواطنين واستغلال حاجتهم والتغطية على فشل سياسة الحكومة الحالية في التعامل مع هذا الملف اذن المواطن يريد توفير السكن الملائم والحلول الواقعية لهذه المشكلة !!
مشكلة اخرى وهي على درجة عالية من الاهمية فقطاع التربية والتعليم بحاجة لعمل كبير فهناك المدارس الطينية ومشاكل الدوام المزدوج وغياب الخطط لاستيعاب الخريجيين مع تكدسهم عاما بعد عام وقلة الكادر التربوي في عدد من المدن والمحافظات اضافة للمناهج وعدم وجود منهجية في تعديلها وربطها بالواقع المعاش فالكثير من الجامعات والمعاهد لازالت تدرس مناهج البعث المقبور والتي لم تتعامل معها وزارة التعليم العالي بشكل فاعل حتى الان, اذن المواطن يريد ان يحظى اولاده بتعليم حكومي جيد لا ان يصرف راتبه من اجل ان يحظو بفرصة لمنافسة اقرانهم من ابناء الطبقات الثرية ليحصلوا على معدل يؤهلهم لدخول كلية معينة ناهيك عن قطاعات ومجالات اخرى لكن الهاجس الامني يقف في اولها بالنسبة لابناء شعبنا فالمواطن يريد امن واستقرار قبل كل شيء ولينظر هذا المواطن الى ما تحقق بعيدا عن لغة التخويف فلو كانت الامور تجري كما يصورها اعلام الحكومة الحالية لكانت القضية قد حلت منذ سنوات لكن عدم وجود الرؤية الحقيقية وزج قيادات فاشلة في العمل الامني هي جزء من اسباب كارثتنا الامنية ناهيك عن الفساد وبيع وشراء المناصب الامنية وصفقات الاسلحة المشبوهة وامور اخرى ابرزها الابقاء على مظاهر التوتر في الشارع العراقي لتحقيق الكسب الانتخابي دون الالتفات الى الخطر الحقيقي المتمثل بالارهاب والذي يترعرع في ظل هذه الاجواء ويكسب في كل يوم حاضنة جديدة تمكنه من قتل مزيد من العراقيين اذن المواطن يريد حلولا حقيقية لا ترقيعية وهو ما اريد قوله وهو لن يتأتى الا عبر التغيير المنشود الذي نتحدث عنه ونريده لتحول الى واقع ملموس نعيشه لنغادر هذه الصفحة الكئيبة من تاريخنا .!!!
https://telegram.me/buratha