المقالات

ادوات التغيير..بين العقيدة والعقيدة المقابلة

1430 16:42:50 2014-03-23

المهندس زيد شحاثة

لم يتعرض الإسلام لهجمة اشد قسوة وشراسة وخطورة, أكثر مما سببه المتأسلمون المتطرفون, والنظرة السوداوية التي جعلوا العالم ينظر إلى الإسلام والمسلمين من خلالها. تعرضت دول قليلة لما تعرض له العراق من هجمة شرسة من الإرهابيين والدول التي تقف خلفهم, إلا أن هذا اكسب العراقيين خبرة في ماهية الأفكار التي يحملونها وكيفية التعامل معهم..كما يفترض!.

أثبتت التجارب المصطبغة بلون الدم العراقي, إن معظم هؤلاء يعتقدون اعتقادا راسخا أنهم على حق فيما يفعلون من فضائع, وتجاوز على القيم والأخلاق, ورغم قلتهم عدديا, إلا أنهم تمكنوا من التأثير على الواقع العملي, نتيجة لفشل الحكومة في التعامل معهم, وربما يعزى هذا إلى رد فعل حكومي يعتمد القوة فقط.

من المنطقي القول أن القوة ترد بقوة تكافئها, أو تتفوق عليها, ولكن ليس منطقيا أن تحارب عقيدة وفكر منحرف بالقوة فقط..العقيدة الضالة تواجه ببناء عقيدة صحيحة وصادقة تقابلها, وأمور أخرى. كلنا يعلم أن قواتنا الأمنية في معظم تشكيلاتها تتكون من طلاب عيش, وباحثين عن عمل للاسترزاق, وهو أمر لا عيب فيه, لكنه قصور كبير وخطير إن كان وحده الهدف.

الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه, وعن الدولة ومؤسساتها والمواطن..عقيدة تزرع في الروح, وبشكل خاص في منتسبي القوات الأمنية, لمواجهة تلك التيارات المنحرفة, وان أهم ما أنجزه البعث ونظامه كان تحطيم الشخصية العراقية, ونزع الوطنية والمواطنة, فلن يكون العمل على إعادتها سهلا, فهو يتطلب إعادة بناء جيل جديد.

لكي نبني جيلا جديدا, يجب أن نخلق واقعا سياسيا واجتماعيا جديدا, فكرا جديدا, ومقاربة مختلفة للأمور, ونعيد مراجعة مقاييس اختيارنا لمن يقود مرحلة التغيير, وكما يقال فأن المجرب..لا يجرب. 

لكي نهزم هذا الفكر المتطرف ونواجه إجرامه, يجب أن نبني عقيدة واضحة وقوية بعيدة عن التفاصيل الطائفية والقومية في نفوس قواتنا الأمنية, للنجاح في إيجاد العشرات ممن لديهم استعداد لان يحتضن إرهابيا ليمنعه من أن يفجر نفسه, ومن دون تردد.
الإرهابي الذي يفجر نفسه يحمل عقيدة ولن يتردد في تنفيذ أفعاله ضدنا, فمواجهته تتطلب خلق عقيدة بنفس القوة ونفس الرسوخ فينا ولكن..وطنية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك