خضير العواد
هذا هو نظام الغاب الذي تغيب فيه القوانيين والأخلاق والضمير فتبقى المصالح الغريزية التي تحدد الحركة والتوجهات والعلاقات وما يصدر عنها من كلمات ، فنظام الغاب لا يتقاتل فيه الأقوياء بل القوي يفتش على الضعيف لكي يفترسه فهل رأيتم نمراً يتقاتل مع أسد أو العكس ولكن المعتاد أن نشاهد كليهما يقتلون الغزلان الضعيفة الوديعة ، وقد دفع هذا النظام بعض الحيوانات الضعيفة أن تجتمع وتتحد في مواجهة الأقوياء فهذه الطيور الضعيفة في كل شيء فأنها تجتمع في مواجهة الصقور الجارحة لكي تدافع عن أنفسها وفي كثير من الأحيان تنجح في هذه المواجهة ، وهذا عالمنا الذي نعيشه في حقيقة أمره غابة كبيرة وضعوا له بعض القوانيين التي لا تطبق إلا على الضعاف أما حقيقة نظامه أوسخ من نظام الغاب لأن الإنسان يستعمل القانون الذي صُنع لحماية مصالح الكبار والدفاع عنها وإغتصابها من الضعاف ،
فهذه روسيا التي واجهت العالم في القضية السورية وكذلك في سيطرتها على جزيرة القرم فماذا عسى أن تفعل الولايات المتحدة الأمريكية أو أوربا لها غير التصريحات والتهديدات والجميع يعلم بأنهم لايمكن لهم أن يواجهوا الروس لقوتهم العسكرية وكذلك الإقتصادية ، وهذه إيران التي واجهت الغرب لعشرات السنين بسبب برنامجها النووي وأنتصرت عليه وأجلسته على مائدة المفاوضات ولم يستطع أن يفعل شيء بسبب ما تملكه إيران من قوة عسكرية وموقع إستراتيتجي وحلفاء أقوياء كحزب الله القريب من إسرائيل الإبن المدلل لأمريكا ،
وهذه سوريا التي أجتمعت عليها الوحوش من كل مكان لكي تفترسها ولكن دعم القوى التي تشترك معها في المصالح والأهداف كايران والعراق وحزب الله بالإضافة الى روسيا والصين جعلوها تواجه الوحوش وتقف على أرجلها في المواجهة والتحدي وهذا العام الثالث وهي تقاوم وتنتصر في كثير من المواقع بل تتحدى اكبر قوى المنطقة في المواجهة كتركيا والكيان الصهيوني والسعودية ، ولكن حقيقة هذا النظام الغابي لم يفهمه السياسي العراقي فقام بمواجهة الوحوش بمفرده ولم يتعلم من الطيور كيفية الإتحاد في مواجهة الصقور أو الثيران في مواجهة الأسود ،
فبقى كل تنظيم أو كتلة أو شخصية يواجه وحده التحديات ويلهث وراء مصالحه الشخصية أو التنظيمية والشعب في كل يوم يقدم العشرات من الضحايا والعراق لم يتحرك في عالم التطور والحداثة ، وهكذا أصبح العراق من ضعف الى ضعف والوحوش الكاسرة تنهش به من كل مكان وتفترس أبناءه في كل لحظة وساعة ، والسياسي العراقي لم يفكر ولو للحظة في المصلحة العليا وكيفية المحافظة على شعبه في هذه الظروف ، فوحدة التكتلات والتنظيمات والشخصيات الوطنية في هذه الفترة مطلوبة حتى نواجه تحديات المرحلة من إرهاب وأفكار ظلامية تريد النظام الدكتاتوري والطائفي العودة لحكم العراق ، وإذا تعدينا المرحلة وأنتصرنا على الإرهاب وغرسنا قواعد الديمقراطية الصحيحة في مؤسساتنا عندها فليتنافس الجميع على القيادة والتصدي ، أما اليوم فعلينا ترك الآنا والمصالح الشخصية لأننا محكوميين من قبل نظام الغاب فالوحوش تفترس الضعاف ولاتقترب من الأقوياء.
https://telegram.me/buratha