بقلم ....السيد محمد الطالقاني
ان الابتعاد عن التقليد الصحيح و عدم معرفة دور الفقيه ومسؤولياته ومنجزاته في الساحة, هوسبب كل الانحرافات السياسية.
لو تفحصنا المسالة الاولى في الرسالة العملية لكل الفقهاء والتي نصها: (يجب على كل مكلف لم يبلغ رتبة الاجتهاد ، أن يكون في جميع عباداته ، ومعاملاته ، وسائر أفعاله ، وتروكه : مقلداً ، أو محتاطاً)
أي ان كل انسان يجب عليه ن يختار نائبا من نواب الامام صاحب الزمان (ع) ليكون له مرجعا يرجع اليه في كل الامور عبادات كانت اومعاملات او افعال ويؤكد الفقهاء ان عمل المكلف بلا تقليد يعتبر باطل.
لنرى هذا الامر الفقهي الوارد عن الله تعالى بواسطة الامام المهدي (ع) حينما قال قبل ان تبدا الغيبة الكبرى:( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله).
هذا الدستور الالهي الذي يجب ان يطاع يحدد لنا القيادة المفترضه الطاعة ,القيادة النائبة للامام المهدي (ع) والتي تمثل الشريعة الالهية في الارض .
وهذا من اللطف الالهي ان لاتترك الارض بدون راع يرعاها وقائد يتولى امرها.
وقد حدد هذا الدستوري الالهي حركة السياسي الاسلامي وحرمت العمل الحزبي باعتبار ان الحزب يحدد مسار اعضائه وفق المنهاج الداخلي له.وقطعا ان المنهاج الداخلي لاي حزب سوف يتعارض مع راي المرجعية في موقف ما لان فكر الحزب وخط المرجعية لايلتقيان ابدا .
وعلى هذا الامر فاذا خرج السياسي عن جادة الشريعة المقدسة واصبح يمثل نفسه في كل الامور فقطعا ان سياسته سوف تاخذ بالانحراف .
فالمرجعية الدينية هي الي ترسم الخطوط العريضة للسياسة وتطلب من الحكام ان يسيروا وفق هذه الخطوط المرسومة وهي التي تتحمل كل النتائج .
ومرجعيتنا اليوم في العراق قد وضعت ورسمت الخطوط العريضة للسياسة العراقية الجديدة فقد اصرت على ان يكتب الدستور بايدي عراقية حتى تحقق هذا الامر.
كما رسمت الخطوط العريضة للقضاء على الارهاب من خلال وحدة البيت الشيعي اولا باعتباره المكون الاكبر في العراق ومن ثم وحدة البيت العراقي باعنبار ان الاسلام يضمن للجميع حرية العيش والعمل بكرامة.
كما رسمت المرجعية الدينية الخطوط العريضة للقضاء على البطالة ورفاهية الشعب العراقي من خلال استخدام الاموال المخزونه بشكل صحيح دون سرقة قوت الشعب .
كما رسمت المرجعية الدينة الخطوط العريضة للديمقراطية من خلال تاييدها المطلق للانتخابات وحرية التعبير عن الراي وعدم كم الافواه.
وعلى هذا تكون المخالفة لكلام المرجعية الدينية معناه الخروج عن مسالة التقليد وبالتالي بطلان كل الاعمال التي يقوم بها هولاء المخالفون لامر المرجعية.
فان اعتبر هذا الامر من قبل الساسة تحديا للمرجعية الدينية فنقول لهم : ان تحدي المرجعية هو تحدي لصاحب الزمان (ع) وتحدي لرسول الله (ص) وبالتالي تحدي لله الخالق سبحانه وتعالى وبالتالي خروج المتحدي عن جادة الشريعة المقدسة الى مزلقة الهاوية.
اما جوابنا لمن قال على رجال الدين ان يتركوا السياسة للسياسيين . نجيبهم بقول الامام علي (ع) عندما طلبوا منه الابتعاد عن السياسة وترك الامر لهم فاجابهم (ع): فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحاً لكم وترحاً ياأشباه الرجال ولا رجال (!!) حلوم الأطفال عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة، و الله جرت ندماً و أعقبت سدماً.... قاتلكم الله. لقد ملأتم قلبي قيْحاً، وشحنتم صدري غيظاً وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاساً، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لاعلم له بالحرب. و لكن لا رأي لمن لايطاع .
https://telegram.me/buratha