بقلم: مفيد السعيدي
يتبادل في وسطنا العام، بأن الصدفة تلعب الدور، في خلق المواقف، والظروف، حتى الرجال أحيانا تصنعهم المواقف، والصدف كما فعلت مع رجل العراق اليوم! لكنها تختلف أحيانا، وأحيانا تأتي بافتعال المواقف.
هذه الأيام، أيام الصدف "الفطنة" قبل أشهر جاءت الحرب ضد المجاميع الإرهابية، نتيجة الصدفة! بمقتل الضابط "محمد الكروي" ذهب ضحيتها الكثير من أبناء القوات المسلحة، بحرب غير متكافئة، ولا مخطط لها إستراتيجيا، مما أدى الى تفاقم أزمة سياسية، واقتصادية أدت الى شل حركة البلاد بشلل نصفي.
اليوم نعيش أزمة الموازنة مع الكرد؛ بسبب مستحقات مالية بسيطة بالنسبة الى موازنة انفجارية، وقبلها منع رئيس مجلس النواب السيد "أسامة النجيفي" قناة العراقية من تغطية جلسات مجلس النواب ما؛ سبب سخط أعلامي حكومي، وحزبي نتيجة ذلك.
الشهيد "محمد بديوي الشمري" الذي قتل على يد ضابط منتسب الى اللواء الرئاسي جيش العراق، نعم هو كوردي مثلما الجيش، فيه ضباط مسيحيين، وتركمان، وسنة، وعرب، بعدها توجه قوى عسكرية الى مكان الحادث، وإلقاء القبض على الجاني، تسييس الجريمة، بعد مظاهرة اغلب الإعلاميين، في موقع الجريمة.
هناك ثمة أسئلة، اخذ المواطن يداولونها بينهم، وبين أنفسهم، هل دم المسؤولين يختلف لونه عن المواطن الفقير؟ يوميا يسقط العشرات من الشهداء، والعديد من الجثث المجهولة، والعشرات من أبناء القوات المسلحة، فلم نرى أي استنكار او موقف حكومي حازم كما حصل، في قتل الشهيدين"الكروي و الشمري" وموقف السيد رئيس الوزراء حين قال: دم الشهيد الإعلامي محمد في رقبتي! أين تذهب دماء الأبرياء الفقراء؟ وبرقبة من؟.
باتت خارطة العراق ممتلئة فلا تتحمل الدماء، فهناك أمر من أمرين، أما المواطن العراقي أن يلجاْ أليه، أما أن يلملم أغراضه، ويبحث عن ارض أخرى، يكون فيها هو الأول، والأخير، وأما أن ينتفض، ويقول كلمته، حتى يساوى دمه، بدم المسؤول، ليكون الاثنين دمهم احمر وحرام، وقول الرسول الأكرم "كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ"
https://telegram.me/buratha