ربيع المالكي
الخطوات ألاولى ,كانت تتضمن الحصول على المنصب, وألامساك بزمام ألامور, وكل ما يأتي بعد ذلك مخطط له لتمتد أذرع ألاخطبوط, وتطوق عنق البلاد, وتسحق أحلام الفقراء, وتزيد الشعب العراقي هموماَ فوق همومه وتزيد الطين بلة, وربما لعبت الصدفة دوراً في وصول من لا يستحق لأدارة العراق. مافيات تدير بلد يمتلك ثروات كفيلةٌ بأن تجعل البلاد من أغنى دول العالم, ألا أن الفساد ألاداري والمحسوبية والمنسوبية المستشرية, والتي تنخر مفاصل البلاد, لم تجد من يقف في وجهها, فالمؤتمن على بيت المال له القسم ألاكبر من الصفقات, فكيف سيكون حال البلد بيد حفنة من اللصوص؟ الخطوة ألاولى كانت تنحية الشركاء ألاكفاء, بدعوى فرض القانون, وسرعان ما تم تجريد القانون وأربابه من القضاة من كل الصلاحيات, ليتحول القانون بعد ذلك إلى لعبة يتقاذفها أرباب المصالح بأقدامهم, فيستبعد النزيه والمصلح, ويبقى المفسد والذي يعمل على خدمة الطغاة الجدد, الذين ساروا على نهج من سبقهم ممن انهارت عروشهم في 2003, وكأنهم وجهان لعملة واحدة , وأحدهما يكمل آلاخر. تحولت الدولة تدريجياً ألى عبارة عن مجموعة من الشخوص, تمكنت من أحتكار السلطة, وبدأت عملية إقصاء الكفاءات وخصوصاً في هيئة النزاهة, وفي مجال ألاقتصاد, وأمتد النفوذ إلى أبعد, من ذلك من خلال أحتكار البرلمان, والسيطرة على اغلب مقاعده بعد أن أصبحت, معظم الوزارات تحت سيطرة الحزب الحاكم, لينتقل البلاد بعد ذلك لمرحلة جديدة أشبه بالمافيات المنظمة. سرقات في وضح النهار, وأختلاسات من تحت الطاولة, وصفقات مشبوهة بدأت بسرقات وزير التجارة وهروبه خارج البلاد, وتم أغلاق الملف والتغاضي عنه, مروراً بالفساد ألاداري في وزارة الكهرباء, ومعاناة الشعب الدائمة من هذه المعضلة ألازلية التي, أصبحت سمة بارزة يعرف بها العراق, ناهيك عن الفساد في وزارة التجارة, وتعثر وصول مفردات, البطاقة التموينية الى المواطن, بألاضافة إلى البطالة التي وصلت إلى حد مطالبة, وزير التعليم العالي للخريجين, بعدم التفكير في الحصول على التعيين بعد التخرج!, علماً أن التعيينات متوفرة لأقارب المسؤولين فقط. أنتقلت البلاد بعد ذلك لمرحلة توريث السلطة, لأبناء الساسة, وأصهارهم, وأقاربهم, وكأن العراق يعود به الزمن الى الوراء إلى ماقبل عام 2003, حين حكمت أسرة قائمة على الفكر الدكتاتوري البلاد, لأكثر من 35 سنة وكانت النتيجة غرق البلاد في بحر من الدم, ماأشبه اليوم بألامس, وما أرخص تضحيات الشعب, من وجهة نظر الطغاة والساعين للتمسك بالكراسي, فبدأ كلٌ منهم الترويج لوريثه الذي سيخلفه في الخراب, وسرعان ماتحول الوضع في البلاد إلى حكم طرزانات العصر, وأمتطاء القانون , وتفصيل قوانينه وفقاً لمقاسات الساسة. حقبة مظلمة, تلت مرحلة سبقتها كانت أشد ظلمة أمتدت لأكثر من 35 عاماً, وكان الناس يتوسمون خيراً, في مرحلة مابعد التغيير, ألا إن الواقع جاء على خلاف المتوقع, طغاة ورثوا بعدهم طغاة, لكل من يسعى للبحث عن التغيير, وألامل بواقع مختلف, أقطعوا أذرع ألاخطبوط قبل أن تقضي على حلم الديمقراطية وهو في مهده , ولكم في السنوات العشر المنصرمة عبرة وعظة.
https://telegram.me/buratha