صباح حاتم الحسيني
سألني زميلي هذا السؤال التقليدي والذي أسمعه عند قرب كل عملية انتخابات برلمانية كانت أو محلية , لماذا ننتخب؟. لماذا ننتخب ؟ وقد كررها مرات ومرات. وهل حقق لنا الذين رشحناهم من قبل وتبوؤا مقاعد في البرلمان ولو جزءا يسيرا من أحلامنا؟
فأجبته:يجب أم لانلقي باللائمة على هؤلاء الذين حطموا أحلامنا بدل أن يحققوها. بل أن علينا أن نلوم أنفسنا لأننا فشلنا في تشخيص مصلحتنا. فتقاذفتنا الأهواء وغرتنا الدعايات الزائفة والكاذبة. نعلم أن صوتنا يمثل كرامتنا .وهل لنا اثمن منها ؟ ولكننا هدرناه دون أن نشعر بقيمته . اذن نحن الذين فشلنا في الامتحان , فعلينا أن نستجمع كل طاقاتنا لننهض من جديد نهضة لاكسابقتها ,لأن الحر لايلدغ من جحر مرتين , نتقدم نحو صناديق الإقتراع بكل عزيمة وإصرار لنغير هذا الواقع المأساوي ونصنع حريتنا بأيدينا ,لأن مثلنا الآن كمن ينظر اليها خلف القضبان , ولانفكر مجرد تفكير بالإعراض عن المشاركة في الانتخابات لأنه مبتغى الأعداء وهدفهم المنشود .فهل من المنطق أن يجلس الطالب او الفلاح الذي يفشل في مهمته جليس الدار يندب حظه العاثر معرّضا مستقبله ومستقبل عائلته للضياع .ام ينهض من كبوته مستلهما العبر والدروس والإفادة من أخطائه السابقة .
عراقنا أعز علينا من أرواحنا وهو أمانة الأجيال القادمة في أعناقنا فقد مزقته الحروب والصراعات وتعاقبت عليه الأنظمة الظالمة التي استباحت حرمته ودفنت الآلاف من أحراره تحت ثراه الطاهر وهاهي دماؤهم الزكية تستصرخنا وتستشرف الأمل في خلاص الأجيال من مخالب الظلمة , وهاهي الفرصة قد سنحت ,ووقفتنا بوجه الطغاة قد آتت أكلها وألقيت الحجة على الجميع.
سقط الطغاة.بأي طريقة كانت, لايهمنا ذلك ,فكل يغني على ليلاه , المهم هو استثمار الفوز والمحافظة على الإنجاز بالغالي والنفيس,فالعدو يتربص بنا الدوائر, ولقد عض أيدينا من قدمناها له بإحسان ,ولازلنا نتخلق بأخلاق سلفنا الصالح , وما علينا إلاّ أن نسير الى صناديق الإقتراع وقد كشفت عن أبصارنا وبصائرنا غشاوة الماضي, وننتخب...المهم أن ننتخب.وأن نثبت لأنفسنا وللعالم بأننا أحرار ولنحقق أماني شهدائنا الأبرار الذين تقدموا من أجلنا قرابين على مذبح الحرية , الحرية التي يسخر الآخرون كل امكانياتهم لسلبها منا لأنها تعني نهايتهم والى الأبد
https://telegram.me/buratha