صباح حاتم الحسيني
كتب ولدي في دفتر الإنشاء( مازال العراق قويا ) فنظرت إلى (مازال ) وهي واقفة بشموخ إلى جانب العراق, فقلت في نفسي أن ( مازال ) وان كانت فعلاً ماضياً ناقصاً منفياً معناه انه ملازم للوقوف مع ما اسند إليه وهو العراق لذلك فانه سيستمد قوته ممن وقف بجانبه ولم يعُد منفياً .. لذلك فسيحتضنه العراق ويؤويه ردّاً لجميله وهو استحقاق له بجدارة.
بالله عليكم ! أليست ( مازال ) أفضل من الذين ينهشون في جسد بلدنا ويعيثون فيه فسادا ؟
أليست مازال أفضل من بعض نوابه الذين استخدموا أمواله دون وجه حق في إصلاح أسنانهم ونسائهم ؟
تعالوا معي أحبتي لنعلن أحكام طوارئ سلمية في مجلس نوابنا الموقر ، نحن لانقتل احدا لأننا نؤمن بضرورة حصر السلاح بيد الدولة .
تعالوا لنخرج من خارطة المجلس .. بل من خارطة العراق :ـ
- كل من وقف بوجوهنا حين أردنا أن نعد ما استطعنا من قوة لنرهب بها عدو الله وعدونا .
- نخرج كل من آوى إرهابياً في منزله أو مكتبه وحشّد ما حشّد عدة وعدداً فقتل ما قتل من أبناءِ شعبنا بلسانه ويده .
- نخرج كل من وقف مع أعدائنا وهو يشد الرحال بين الفينة والفينة ليتلقى تعاليم أسيادهِ بكيفية ذبحنا .
- نخرج من صوّت بـ (نعم) للفقرتين ( 37 38 ) من قانون التقاعد الموحد .
- نخرج من عطّل وما زال يعطّل إقرار الموازنة ليحرم أبناء شعبنا من لقمة العيش ويسعى لإفشال عمليتنا السياسية .
ونخرج... ونخرج... ونخرج.
ثم ننظر إلى ثلاثمائة وخمسة وعشرين مقعداً !!! أعتقد أنها فرغت ولا أحسَبُ أنها اكتملت في يوم من الأيام .
همس صاحبي بأذني : أسمعُ بعض الأصوات .
ــ إنها لعمال الكافتيريا .
تَنَفَستُ الصُعداء عَلَّني أحظى بكأس شايٍ فقد تصدّع رأسي .
فأردف هامّاً بنصحي أن لا أشرب الشاي هنا فإنهم من أولئك .فأقفلت راجعا بصداعي وأنا أردد : هنيئاً لكِ يا ( ما زالَ ) .
https://telegram.me/buratha