صباح حاتم الحسيني
لعل عنوان مقالتي هذه يحمل في طياته بعض الغرابة ,ولكنه أحبتي من صلب مصيبتنا ,فهو يذكرني بالدعاية الانتخابية التي لا تستندُ الى واقع ,فقد أذهلَ ابو العتاهية المهدي العباسي بعد أن أذهل جميعَ الشعراء التكسبيين الملتفين حوله حين قال:
أَتتهُ الخلافةُ منقادةً اليهِ تجرّرُ أَذيالَها
فلم تكُ تصلحُ الاّ لهُ ولم يكُ يصلح الاّ لها
ولو رامَها أَحدٌ غيرَه لزُلزِلت الارَضُ زلزالها
وفعلاً كما ذكر لنا التأريخُ العباسي لم يخرجْ احدٌ بجائزةٍ في ذلك اليوم سوى أبي العتاهية.
واليوم يعيدُ التأريخُ نفسه بالشعارات والصور واللاّفتات والملصقات و...و...و... التي شوّهت معالم محافظاتنا جميعا لعشوائيتها وعدم استنادها لقانون ٍ أونظامٍ كما هو حال سائرِ حياتنا اليومية, فهذا يتفاخر بزوجته مستعيناً بشهرتها في كسب الأصوات حالهُ حال القرعة التي تتفاخر بشعر ابنة عمها وقد اصطفَّ بجانبها وقد امتصّت عافيتهُ وقد كتبَ: انتخبوا المرشّح فلان {زوجتهُ النائب الدكتورة فلانة}.وأُخرى تكسر القاعدة مفتخرةً بزوجها المتوفى وقد كتبت مانصّهُ: انتخبوا مرشحتكم عن محافظة بغداد المشرفة التربوية (فلانة) زوجة المرحوم الشيخ الحاج (فلان) والأنكى من ذلك أنها رفعت صورته بدلَ صورتِها, وتذكرني هذه المرشحة بطرفة واقعية فقد اتصلتُ قبل يومين بصديقٍ لأخبرهُ بوفاة صديقهِ وأن اليوم هو ثالث أيام فاتحتهُ, فأجابني مستغرباً لقد اتصل بي البارحة فهل أخذ الشريحة معه الى القبر؟ فتبيّن أن له صديقان بذات الاسم.
فصاحبتنا ترفع صورةً للمرحوم ولاأدري هل ننتخبه في قبره أم لنرجو شفاعته؟ رحمه الله على كل حال.
وأخرى من دولة القانون ومقربة من رئيس وزرائنا تخاطبنا بقولها : صوِّت لمن تريد فإن صوتَكَ لن يكون بعيداً عنّا مقتديةً بهرون العباسي حين يخاطب السحاب: أينما تمطرين يأتيني خراجك.متمنياً ألاّ تزعل علي لأنّي أكنُّ لها الإحترام والتقدير.
ولا أريدُ أن أترككم أعزائي قبل أن أقف عند هذا الذي يقسم بالله العظيم بأن رسولَ اللهِ أمرهُ بأن يرشِّحَ نفسهَ! ! ولاأدري هل هو ممن يحضّرون الأرواحَ أم ماذا؟
كفى تسويقاً لبضاعتكم الفاسدة وسترينا الأيامُ المقبلةُ الى مَن ستأتي الخلافةُ منقادةً تجرّرُ أذيالها.
https://telegram.me/buratha