بهلول الحكيم
قالوا لي، ألا أشخص الأسماء حتى لا يقاضيني المشخص، حتى لو كان المشخص قاتل، فاسد، لص، مرتشي، غير مسؤول في موقع مسؤول، حتى يكاد كل كاتب مقال كلما اشتدت صرخاته في الكتابة في موضوع يؤمن به، يطفئها حتى لا يجرح مشاعر المسؤول، وينهي مقالة متألماً بخاتمة "مع احترامي للحرامي" لكني سأكتب وسأشخص، لأنه هو المتهم وليس أنا، وليس من العدل أن أبقى صامتاً حتى لا يقاضيني من كان مكانه السجن
يقال إن ثورة واحدة تكفي للتخلص من الدكتاتور ولكن نحتاج ألف ثورة للتخلص من نظامه، هذا فيما لو فعلاً تخلص النظام الجديد من القديم شكلاً ويبقى مضمون النظام عالقاً لفترة من الزمن، لكن النظام القديم باقي كما هو، فقط القديم كان بشارب والحالي بلحية، نفس شخصياته تقريباً لذا فأن الوضع كما هو منذ اربعين سنة لا بل اسواء، المخبر السري موجود حتى بين طلبة الجامعات، صور الزعيم تملى الشوارع، وحتى "حامي الحمة" موجود لكن فقط تغير الى "......."
النظام الكلاسيكي المقعد كما هو، والتعليم باقي كما هو يخرج كل عام أنصاف المتعلمين، جيل مبرمج على نفس الكلام
ومن المعروف إن الحكومات التي تحترم هي التي تخلد شهداءها وثوراها، لا إن تبقيهم جليسين بيوتهم يتنظرون أخر الشهر، كي يستلم مبلغاً من مؤسسة السجناء السياسيين، الا إن معظم البعثين يستلمون رواتب من ذات المؤسسة.
لقد تخلصنا من النظام السابق، لكننا ابقينا من صنعوا دكتاتوريته في مناصبهم، لا بل ما زاد الطين بله، هو أعادة البعثيين من جديد لسده الحكم، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، ونعيد " الشوارب " من جديد للعسكر، مستهيناً بذلك لكن التضحيات من أبناء شعبنا، وحتى التضحيات التي بسببها وصلوا للحكم اليوم، متناسين كل الثوابت الوطنية والاخلاقية.
باختصار ينبغي إن نغير الظلم لا الظالم، لكننا لم نغير لا الظلم ولا الظالم.
https://telegram.me/buratha