المقالات

الولاية الثالثة مولودٌ مسخ.

657 00:25:31 2014-04-22

ديوان الديوان

صورة اليوم لم تختلف كثيرا، عما كانت عليه بالأمس، بالرغم من زوال حكم الطاغية صدام، ومجيء النظام الديمقراطي. بالأمس بالغ (التكارتة) بالزهو والشموخ والجور والطغيان، بعد فترة طويلة تسنموا فيها هرم السلطة، وملئت جيوبهم بالأموال، حتى وصلوا الى مرحلة التباهي بالجاه والعشيرة والمنطقة، فبات لقب (التكريتي) يمثل عنواناً للتسلط، ورمزاً للرعب والاضطهاد والإستعباد. وذلك لم يأت دفعة واحدة وانما جاء تدريجياً، حتى اعتاد الشعب المغلوب على أمره؛ الخوف من ذلك اللقب.

اليوم وبعد مرور عقد من الزمن على سقوط نظام صدام المجرم وزوال سلطة (التكارتة)، عادت تلك الأمور لتظهر على الساحة من جديد. وأخذت الحكومة الديمقراطية تتحول الى صورة مشوهة شيئاً فشيء، وأصبحت تسير نحو منحدر خطير، يؤسس الى حالة أعوجاج في السلطة، قد لا يمكن تفادي نتائجه في المستقبل. السياسات الداخلية التي باتت تنتهجها الحكومة، أخذت تستخف بمقدرات الشعب، فخلقت له عشرات الأزمات مع ما يعانيه من ويلات الإرهاب والفساد المالي والإداري ونقص الخدمات وإنقطاع الكهرباء، حتى أصبحت الحكومة ذاتها جزءا من الأزمة. رائحة أفعال الحكومة المشينة أصبحت تزكم الأنوف، والرزايا التي كانت مخبأة خلف ستار الطائفية، بدأت تطفوا على السطح، بدءاً من فضيحة (حمودي) نجل رئيس الوزراء، والتي كشفت الوجه الحقيقي للسلطة الحاكمة، فالفساد أصبح أمراً طبيعيا لديهم، حتى أن رئيس الوزراء، ذكر حادثة إرسال ولده (حودي) لاجراء عملية أمنية، وكأنه جالس في ديوان عشائري، متحدثا عن بطولات إبنه! كذلك تبين لنا قصة (حمودي)؛ مدى تدخل أقارب المالكي في السلطة الحاكمة، حتى وصل ذلك التدخل الى حد التباهي ببطولات الأبن! مما يشير الى وجود العديد من الأقارب المتنفذين في مفاصل الدولة، على غرار (التكارتة)! حتى رئاسة الوزراء لم تختلف كثيراً عن رئاسة الجمهورية آبان حكم الهدام، فالحاكم واحد، والأبن متنفذ، وإن كان ذلك الأبن لا يمتلك أي مؤهلات، وذلك ما يفسر حصول حمودي على رتبة لواء، بالرغم من كونه في العشرينات من عمره وقد تخرج من جامعة كربلاء منذ عامين فقط! بدأت حكومتنا ولايتها الأولى كمولود مشوه، سمته الفشل الأمني الذي تجسد في التفجيرات اليومية والأغتيالات.

ثم شرعت ولايتها الثانية بمولود أكثر تشويها، حيث بدأت بشق الصف الشيعي، وتكريس حكم الحزب الواحد، والقائد الضرورة، وبدأت بعض العبارات المنبوذة، تعود الى قواميس السلطة، كالتخوين والإتهام بالعمالة والإرهاب تسقيطا للخصوم السياسيين. حكومتنا أصبحت تسعى الى الولاية الثالثة، فماذا يرتجى منها؟! لا ريب انها سوف تثقل كواهلنا بمولود مسخ جديد، وكذلك هو حال عشيرة السلطان الذي زجها في صور دعاياته الانتخابية المبكرة، تحت غطاء (معا لمحاربة الإرهاب)! غداً سيكون العنوان، معا لحكم الدولة، وللتمتع بثرواتها، والشعب المحروم يلعق الحجر! يا ترى هل سيسمح شعبنا الأبي بتشويه الديمقراطية في بلدنا العزيز، والتي ألفناها مولودا جميلا يمثل تطلعات الشعب المظلوم، نحو الرفاه والإزدهار والتقدم؟! هل سيسمح بمزيد من التجارب الفاشلة على غرار الولايتين السابقتين؟! لا بد لنا أن نغير، وان كنا قد نسينا بالأمس؛ أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فعلينا ألّا نلدغ الثالثة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك