كامل محمد الاحمد
يرى سماحة الشيخ همام حمودي عضو الهيئة القيادية في المجلس الاسلامي العراقي الاعلى ان اسلوب التسقيط السياسي الذي يلجأ اليه البعض في حملاتهم الدعائية الانتخابية انما يعكس مقدار افلاسهم وبؤسهم ويأسهم، ويعتبر ان مثل تلك الاساليب لاتمت بصلة الى الثقافة السياسية الديمقراطية، والى القيم الاخلاقية الدينية والاجتماعية التي ينبغي التقيد بها، فضلا عن القوانين والضوابط التي وضعتها الجهات المسؤولة عن تنظيم واجراء العملية الانتخابية، وهي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، واطلقت عليها (قواعد السلوك الانتخابي).
شيئين يجعلنان الشيخ همام حمودي يوجه انتقادات حاة وصريحة وواضحة لمايجري تحت مسمى الحملات الدعائية الانتخابية، اولها، انه عرف عنه التوازن والهدوء والاعتدال والانفتاح وعدم التشهير والتجريح بالاخرين، بل وعدم الرد على من يسيئون اليه ويتهجمون عليه، وهو ماميزه عن الكثير من ساسة العراق، سواء في مرحلة المعارضة او في مرحلة السلطة، والشيء الثاني، هو ان حملات التسقيط السياسي عبر القنوات الفضائية ومواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بلغت حدا خطيرا يعكس للاسف الشديد ضحالة وابتذال من يريدون ان يصلوا الى المواقع باي ثمن من اجل المكاسب والامتيازات الخاصة، لا من اجل خدمة البلد وابنائه، فتبادل الانتقادات والتسقيط لم يعد مقتصرا على البرامج الانتخابية ومشاريع وافكار الكتل والمرشحين، بل انه لم يلتفت الى ذلك، وانما تركز على فتح الملفات الشخصية، واختلاق الاكاذيب والافتراءات فيما بين المرشحين لتصل الى الشؤون الشخصية والعائلية الخاصة بالنسبة للبعض.
ان التفاتة الشيخ همام حمودي الى مخاطر التسقيط السياسي القائم، تعكس قراءة دقيقة وموضوعية للواقع، ودق جرس الانذار لما يمكن ان تفرزه حملات التسقيط الانتخابي من نتائج واثار سلبية على مجمل الوضع السياسي العام في البلد خلال المراحل اللاحقة.فالقضية لاينبغي ان تقتصر على مجرد تحقيق الفوز والحصول على مقعد في البرلمان او حقيبة وزارية او منصب مهم والسلام، بل في كيفية تصحيح ما هو خاطيء والتقدم الى الامام والوصول بالبلد الى بر الامان.. ولكن من يدرك ذلك ويلتفت اليه ويهتم به؟.
https://telegram.me/buratha