المقالات

سمفونية الرفيق والحجي..!!!

671 17:00:23 2014-04-24

سعيد دحدوح

في أيام التسعينات وفي أوج فترة الحصار الجائر على فقراء الشعب العراقي، ظهرت سطوة الرفاق البعثيين بصورة علنية ومن دون رادع من مسؤول أكبر، وأخذ الناس يتداولون حكاياتهم ومنها حينما قال أحد بسطاء الناس لمعلم بعثي مسؤول عن المنطقة، يا أستاذ فلان، فرد علية الأستاذ البعثي :- لا تقول أستاذ بل قل ""رفيق ""، وبعد مرور السنين وإنقلاب الأيام وتسلط آخرين على الحكم بعد فترة البعثيين، جاء أحد المدراء المعين حديثا بأمر وفرمان من أعلى هرم السلطة العلية، وأمر أحد موظفيه بعمل معين، فقال الموظف : صار أستاذ، فرد علية المدير لا تقول أستاذ بل قل "حجي " ..!!

جاء التغيير بعد عام 2003م، ورُفعت الشعارات، أُجريت الانتخابات، وفاز من حمل شعار محاربة البعث، وتشكلت الحكومة، وتأمل الناس الأفضل، وتغيرت الأمور لكن ليس نحو الأحسن، وأستمر القتل وأستمرت الأزمات، وظهرت آفة الفساد وعلا مقامها عند الكثير ممن تقلد مقاليد الحكم، وأصبح الهم الوحيد كيفية البقاء على كرسي السلطة، وأُتخذت قرارات تناقض ماقيل سابقا، بل وتخالف القوانين ومنها هيئة المسائلة والعدالة، بسبب الاستثناءات المتوالية من قبل رئيس مجلس الوزراء للبعثيين والضباط الكبار، وبحجج الاستفادة منهم، والانكى من ذلك عقد جلسة طارئة في يوم 7 نيسان لغرض مناقشة أوضاع الفدائيين وضمان حقوقهم ..!!

إذن كيف تغيرت الأمور؟ وأصبحت تُدار بهذه الأزدوا جية، وكيف أصبح الضحية جلاداً لأبناء جلدته؟ وهل أن كل ضحايا النظام سابقا أخذوا مستحقاتهم؟ حتى نعود لننصف الظالم، كل تلك المآسي جرت وأصبحت واقعا، ينم عن رؤية ضيقة للأمور وقراءة مغلوطة لما جرى في التاريخ، فلازال المواطن يعاني، وسيبقى يعاني، الى أن يأتي فرج التغيير الذي سيكون حصراً بيد المواطن، فالكثير من الضباط الكبار بالحكومة الحالية، كانوا من المقربين للحكم البائد ومارسوا معه محاصرة المدن العراقية وقتل أبناءها، ووضعوا رؤسهم بالرمال عند الاحتلال، وعادوا ليمارسوا تملقهم من جديد، ويلعبوا هذه اللعبة القذرة بالتقرب من السلطان وعدم الاعتراض عليه .

وبهذه السيمفونية المتقلبة الأطوار تسير الأمور وتجري الأحداث، ولكن ما هو معلوم إستمرار الحروب وإستمرار المفخخات، إستمرار الموت المجاني والحصد اليومي للشباب في ساحات الوغى، ومن كل الجهات فمعارك الانبار قد لا تنتهي، واستمرار التزاوج والدمج المستمر بين الضحية سابقا (الجلاد حاليا) من جهة، وبين الجلاد سابقا (مناصر الجلاد حاليا)، يجعل الأحداث تسير نحو التأزم، لأن كلاهما يؤمن بنظرية إشغال الناس وإلهاءهم ولا ندري هل نحن في زمان يحكمه الحجي أم يسيطر عليه الرفيق ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك