القاضي منير حداد
ينهل شخص السيد عمار الحكيم.. رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، من بحر سائغ شرابه، علما وحكمة ومواقف سياسية رصينة.. تأملية وليست هوجاء، محسوبة الخطوات بالمليم، وسط صحراء السياسة متضاربة العصف، ريحا تحتها رمل يسفي، ومصائر الناس تتهاوى، إن لم يمسك زمام العاصمة، سليمان بحكمته وقوته يوجه الريح طوع حاجات الشعب.
حين يتحدث المتأمل في إجراءات المجلس الاعلى، يلمس مرونة طيعة في التعاطي مع متطلبات السياسة، بما لا يخرج عن حومة الشرع، وحياض الفقه، عملا بحكمة جده الامام علي.. عليه السلام: "لو لا التقوى لكنت ادهى العرب".
تداعت هذه المشاعر الفكرية، ولنسمها انطباعات في علم السياسة، وأنا أتامل قائمة "كتلة المواطن" بزعامة وريث الدوحة المحمدية سماحة السيد عمار الحكيم، سائرا باتجاه انتخابات مجلس النواب للعام الحالي 2014.
ثقتي بسماحته تأتي من عصاميته العظامية، التي أملت عليه حسن إختيار أعضاء القائمة؛ لأن كل قرين بالقرين يقاس،...
جرت تحولات سياسية مرنة، في المجلس، متحولا من "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" قبل سقوط الطاغية المقبور صدام حسين، الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي" في انتقائية دقيقة، تدل على وعي سياسي، يتعاطى مع كل مرحلة، بموجب تحولاتها.
وهو ما يزيدني ثقة بأن الجانب الديني، لن يقيد قائمة "المواطن" عن منهجها السياسي، انما يمنحها دفقا في وضع الامور بنصابها وفق سياق واضح، لا تشظ فيه ولا تخبطات.
فجده آية الله.. حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد محسن الحكيم.. قدس سره الطاهر الشريف.. قائد ثورة العشرين، وعمه آية الله الشهيد محمد باقر الحكيم، ووالده آية الله عبد العزيز الحكيم، اللذان قاوما البعث وانتصفا لمظلومية الشعب العراقي منه.
وأظن جازما، ان العراقيين الآن بحاجة لبطل ينتشلهم من الارهاب المحدق بهم والانفلات الامني الذي يوقف عجلة الاعمار ويبهظ كاهل الاقتصاد ويدمر بنية المجتمع ويعطل عجلة العلم.
كتلة "المواطن" التي يتزعمها عمار الحكيم، تستوفي حقها بالعمل لكسب الانتخابات، بهدوء ناجز الفاعلية، لا تستفز أحدا، وتميل للتسامح، من دون التفريط بكيانها، او سفح الذات، أجاد ممثلوها أداء المسؤوليات التي سبق ان تبوأوها، منتهجة التغيير فعلا وليس كلام فلكسات تصطف غابة في الشوارع والساحات العامة و... توسخ الجدران.
سرني سماع احد ممثليها عبر وسائل الاعلام، يصرح بان البديل الذي تعتمده المرجعية العليا، هو الخط الذي تنتهجه كتلة المواطن والمؤتلفين معها، من دون ان تذكرهم بالاسم، انما بالصفة المطلوبة.. إذن "المواطن" هي المطلوبة.. الواجبة.. الاولى، في اختيار من يشاء وضع حدث لمعاناة العراق من خلال مرشحين "يحملون صفات النزاهة والكفاءة، التي تدعمها المرجعية".. فهي قائمة تجرد كتلة تدعم النزيه، وتدعو للاخلاص في اعتماد الكفاءة.
https://telegram.me/buratha