المقالات

المفوضية ومفاجئات ما قبل الاقتراع

1351 20:18:32 2014-04-26

جواد العطار

دخول الافراد والاحزاب السياسية للمعترك الانتخابي يعتبر اقرار رسمي منها بقبول ضوابط التداول السلمي للسلطة والتسليم بانظمة العملية الديمقراطية والانتخابية ونتائجها ايما كانت وانصياعها التام بعدم الخروج عن لوائحها تحت اي ظرف ، اما ما يؤشر من خروقات وعقوبات معنوية على المرشحين او الكيانات اثناء الحملات الانتخابية فلا يعتبر الا خروج عن الجزء .. لا الكل ، ويفسر بانه سلوك استثنائي من قبل المرشح ناتج عن حرارة المنافسة والاندفاع رغبة منه للظفر بافضل النتائج ، وهنا يأتي دور الهيئة الانتخابية المشرفة بكبح جماح المرشح بالتنبيه احيانا وبالعقوبة المادية احيانا اخرى . 

واذا كانت الرقابة القانونية الصارمة على المرشحين من قبل الهيئات الانتخابية المشرفة هي ضرورة واجبة؛ للردع لا العقوبة ، فان جميع المرشحين يعرفون ذلك ويعملون وفق اطره ولا يخرجون عنه بتاتا لانه كفيل باقصائهم عن المنافسة .. ولم تحدث مثل تلك الاقصاءات الا في اطر ضيقة جدا ومحدودة اثناء عمليات التسجيل والمصادقة؛ لا بعد المصادقة او اثناء انطلاق الحملات الانتخابية؛ ومنها ما حدث في مصر والجزائر مؤخرا .

لكن ما يحدث في انتخابات العراق ، غريب وجديد ولم يحدث على الاطلاق من مراجعات سريعة لتجارب مماثلة لبلدان خضعت للحكم الشمولي وانتقلت الى الحكم الديمقراطي .. فالطبيعي الذي شهدناه ، في التجارب الانتخابية الماضية في العراق هو اجتثاث المرشحين الذين ثبت انتمائهم الى حزب البعث المحظور او شمولهم بإجراءات قانون المسائلة والعدالة تطبيقا للمادة سبعة - اولا من الدستور التي نصت على: (يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي ، او يحرض او يمهد او يمجد او يروج أو يبرر له ، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت اي مسمى كان ، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق ، وينظم ذلك بقانون) .

واذا كانت هيئة المسائلة والعدالة قد قامت بدورها في تحديد من تشملهم المادة الدستورية من المرشحين واعلان اقصائهم عن الانتخابات المقبلة قبل اشهر من موعد انطلاقتها في نهاية شهر نيسان الحالي . فان ما نشهده اليوم من ذهاب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للعب دور المعاقب للمرشحين لا الرادع لتصرفات بعضهم ، الخارجة عن ضوابط الحملات الانتخابية .. يشكل خطرا جسيما على الانتخابات والناخبين والكتل والمرشحين وعلى مستقبل الديمقراطية في العراق والثقة بالعملية السياسية . 

فالمفروض ان المصادقة على اسماء المرشحين تكون كفيل وضمانة اكيدة لدخولهم مشوار الترشيح من بدايته الى آخره ، ما دام المرشح يخرق القانون الانتخابي جزءا لا كلا .. سلوكا استثنائيا لا دائميا . الا ان مفوضية الانتخابات ما زالت تفاجيء الجميع بقرارتها قبل الحملات الانتخابية وما بعدها بل وقبل ايام عدة من فتح صناديق الاقتراع باستبعاد مرشحين من كتل معينة آخرهم محمد علاوي ومها الدوري لاسباب وتفسيرات لمواد في القانون الانتخابي لا ينسجم ودورها الذي يفترض ان يكون رقيبا ومشرفا محايدا على العملية الانتخابية برمتها ، وما زال الامل بالهيئة القضائية التمييزية في قبول طعون المرشحين واعادتهم مجددا الى الترشيح .. فلا يحق لاحد سوى الشعب والشعب وحده اقصاء مرشح من البرلمان المقبل .. الا اذا شكل ذلك المرشح او كتلته خطرا جسيما على العملية الديمقراطية والانتخابية ، وهذا ما لم نلحظه على اغلب الذين تم اقصائهم !!! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك