زيد النجار
تكلمت في الحلقة الأولى عن أهمية الانتخابات القادمة وكونها تمثل سقوطاً للجمهورية الثانية، وأملاً في قيام جمهورية ثالثة، وذكرت مخاوف العديد من الشباب وحيرتهم بخصوص الخيارات المطروحة أمامهم.
https://www.facebook.com/zaid.jamil.alnajjar/photos/a.1424473567791936.1073741829.1417176391854987/1446382485601044/?type=1&theater
في الحلقة الثانية تكلمت عن أحد أهم الخيارات المطروحة في الانتخابات ألا وهو رئيس الوزراء الحالي، وأوضحت بأدلة نقلية وعقلية كيف أن دعاية الرجل القوي الذي كبله شركاؤه ما هي إلا أسطورة ليس لها نصيب من الحقيقة والواقع.
ثم أوضحت لماذا يجب أن يكون الانتخاب على أساس اختيار قائمة تمتلك برنامجاً، وليس اختيار شخص، حتى وإن كان هذا الشخص صالحاً، ففي النهاية نحن نختار قائمة، والقوائم هي التي ستشكل الحكومة.
https://www.facebook.com/zaid.jamil.alnajjar/photos/a.1424473567791936.1073741829.1417176391854987/1446717882234171/?type=1&theater
لنكمل في هذه الحلقة الإجابة على الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين، ولنبدأ بسؤال مهم..
بغض النظر عن القائمة التي نختارها من يضمن لنا أن التغيير سيأتي لنا بحكومة مختلفة قادرة على تقديم الخير والإصلاح؟ أليسوا كلهم سواء؟
هذا سؤال مهم حقاً، ما الذي يضمن لنا حدوث الإصلاح؟ الجواب هو...
أننا نحن الضمان...
بحسن اختيارنا وابتعادنا عن التعصب العائلي والعشائري والطائفي والقومي
بقيامنا بواجبنا اللاحق في متابعة ومحاسبة نوابنا المنتخبين والحكومة التي ستتشكل، وتوعية من لا يعي أهمية دوره.
بالشجاعة في مقاومة الظلم والفساد، والكف عن السلبية والتخاذل.
بحذف كلمات من قبيل "ماكو فايدة هي خربانة" أو "أنا شعليه" من قاموسنا، فكلنا مسؤولون عن وطننا.
هذا هو الضمان.
لا توجد قوى خارجية تستطيع أن تخلق لنا نظاماً وانضباطاً ونزاهة ورفاهية وسعادة دون أن نتحمل نحن مسؤولياتنا، كل حسب استطاعته ومؤهلاته.
***********
ولهذا أسميت الجمهورية الأمل التي أحلم بها بـ((جمهورية المواطن)) فبجهود المواطن ولأجله ستتكون هذه الجمهورية، وهو ضمان استمراريتها. ولم تكن هذه التسمية بسبب توقعي أن قائمة المواطن هي التي ستفوز، كما اعتقد بذلك بعض المتسرعين
**********
لكن حتى لو تحملنا مسؤوليتنا، أيوجد من الكيانات السياسية من لديه رؤية ليحدث التغيير والإصلاح المنشود؟ أليسواكلهم سواء؟
هذا أيضاً سؤال مهم جداً، وجوابه...
نعم أيها الأعزاء... نعم كبيرة أقولها بملء فمي... نعم.
بلدي الحبيب يزخر بالكوادر والكفاءات والعقليات الفذة المحبة لبلدها.
الخبر السعيد أن هنالك من الكيانات السياسية الفاعلة في العراق من لدى قيادتها التوجه الحقيقي والرؤية الاستراتيجية لتوظيف الكوادر والكفاءات والعقليات المناسبة، كل حسب موقعه، في مشروع متكامل للنهوض بالعراق.
هذه ليست دعاية سياسية أو تنظير محض يا أخوتي، ويشهد الله أني لا أكذب عليكم أو أتحدث عن غير علم، بل إنني استند في كلامي هذا على وقائع عشتها خلال السنتين الماضيتين، مع أحد الكيانات السياسية الفاعلة، والذي يخوض الانتخابات القادمة باسم قائمة المواطن.
ورغم حرصي فيما كتبت سابقاً أن لا أذكر اسم كياناً سياسياً معيناً حتى لا يعتقد أحد أن هدفي الوحيد والأساسي هو الدعاية السياسية، لكن الآن اضطررت لذلك كي أسرد تجربتي.
**********
من المهم جداً قبل أن استطرد في سرد تجربتي أن ألفت الانتباه إلى أنني لا أحصر كل ما أذكره من إيجابيات في قائمة المواطن لوحدها. رغم اعتقادي بأنها الأجدر، لكن هنالك قوائم أخرى تمتلك الرؤية، والكوادر الراغبة في تحقيقيها (استثني، وبشكل مؤقت قائمة دولة القانون، فهدفها الاستراتيجي هو الولاية الثالثة، وعليها أولاً أن تتخلص من تسلط رئيس الوزراء الحالي عليها قبل أن تعيد صياغة رؤيتها الاستراتيجية لمستقبل العراق)
**********
لقد رأيت في هذا الكيان السياسي ما جعلني أعتقد أن هنالك بالفعل إمكانية لإحداث إصلاح حقيقي...
- فقد لمست أولاً سعياً حقيقياً للإصلاح الداخلي من منطلق أننا لا يمكن أن نصلح العراق ما لم نشرع بإصلاح مؤسساتنا الداخلية ونصوغ رؤية استراتيجية للإصلاح في العراق.
- رأيت وللمرة الأولى في العراق تطبيقاً لنظرية المنظمات Organization Theory على كيان سياسي لأجل زيادة كفاءته وتحسين آليات صنع القرار.
- كما ورأيت تقبلاً للنقد الخارجي البناء، والقيام بالنقد الذاتي الإيجابي، حتى على المستويات القيادية.
- وشهدت سعياً لتطوير برنامج تفصيلي عملي وواقعي لعلاج مشاكل العراق.
لا أقول أنني رأيت عملاً متكاملاً مثالياً، لكني لمست رغبة صادقة ومثابرة وعزيمة في الوصول إلى صياغة رؤى استراتيجية وخطط تفصيلية قابلة للتطبيق.
****************************************************
لكن هل يكفي ما ذكر سابقاً لاختيار هذه القائمة؟ أيكفي أن نمتلك البرنامج والرؤية كي نقول أننا سنضمن النجاح؟؟ هل الأمر سيكون على هذا النحو من السهولة والمثالية؟
بالطبع لا... فالعقبات كثيرة والتحديات صعبة.
- هنالك تحديات تتعلق بالاستيعاب الناجح للإرث السيء لجمهوريتي الخوف والفوضى، ومن أبرز الموروثات السيئة ضعف الثقة المتبادل بين الجهات السياسية الممثلة لمكونات الشعب العراقي!!
- وهنالك تعقيدات تتعلق بالوضع الإقليمي للدولة العراقية، وتشابك المصالح الإقليمية والدولية على أرض العراق.
- وهنالك صعوبات تتعلق بالتطبيق الناجح للخطط التفصيلية التي يتضمنها البرنامج الانتخابي.
- وهنالك تحديات تتعلق بالطبيعة البشرية التي قد تجعل من يكون في موقع مسؤولية يتأثر ببريقها ومغرياتها، فتتصاعد عنده الأنا أو الحرص على مصالحه الشخصية.
فالتحديات إذاً صعبة وكبيرة، ولا أحد يمتلك مفتاحاً سحرياً لحل جميع المشاكل.
لكني أعتقد بأن قيادة قائمة المواطن استفادت من التجارب التي مرت بها، واستوعبت الدرس.
ولهذا ركّـز زعيمها السيد عمار الحكيم وبشكل متكرر في خطاباته الأخيرة على أن قيادة القائمة (ستتابع، وتحاسب، وتعاقب) وأن لا أحد سيترك ليلعب دور البطل الملهم، بل سيكون هنالك فريق منسجم قوي ينفذ خطة عبرة آليات علمية وعملية دقيقة.
وهذا الفريق المنسجم لا يتشكل فقط من ائتلاف المواطن، بل من كل الخبرات الوطنية التي تضمها القوائم الأخرى، والتي تلتقي مع ائتلاف المواطن في مشروعه الإصلاحي.
إذاً فعناصر النجاح متوفرة، وكذلك الرغبة فيه، والإرادة لتحقيقه.
وهذا ما دفعني للتفاؤل.
قد لا يتفق معي البعض في اختياري، لكني متأكد أن الكل يتفق معي في الأساسيات التي بني عليها خياري، وهذا يكفيني، إذ يعني أن مساحات الالتقاء المشتركة بيننا ستكون كبيرة...
رؤية استراتيجية وخطة تفصيلية، يطبقها فريق قوي منسجم يمتلك الآليات العملية والعلمية للتطبيق، وآليات المتابعة والمراقبة والتقويم، لا يهم انتماؤه بقدر كفاءته وقدرته على التنفيذ.
أليست هذه وصفة نجاح قابلة للتطبيق، وإن اختلفت خياراتنا السياسية؟
أليس هذا أفضل من "القائد القوي الملهم"؟؟
فكروا فلم يعد هنالك الكثير من الوقت.
محبتي واحترامي للجميع.
زيد النجار
https://telegram.me/buratha