المقالات

ان الابرار لفي نعيم

2161 15:36:22 2014-05-02

كاصد الاسدي

" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون" قتلوك ظلماُ يا حكيم وما دروا ... إن الحياة لمثل شخصك باقية . بالرغم من انه تم رزقه من قبل الباري جل وعلا ومنً عليه بالشهادة العظمى . وأي شهادة ٍ؟ متى ؟ وأين؟ بجوار على , لا بل في محرابه .

من البديهي والمعروف أن الموت هو النهاية الحتمية ويضع حدا لحياة الإنسان حيث نهاية حياته ومسيرته الدنيوية، بغض النظر عن مكنونية زمان ومكان ذكره وكما هو معروف من القول المأثور "إن اليوم حياة و الأمس ممات والموتى لا يعودون". فالموت هو الحد الفاصل بين الدنيا والآخرة، وفي أغلب الأحيان يندثر ذكر الميت بعد أيام أو أشهر أو بضع سنين بعد موته كل حسب مقامه في الدنيا التي ودعها إلى غير رجعة إلا ما شاء الله.

وعلى الرغم من أن كثيراً من الناس يعدّون من العظماء في علمهم وتجديدهم ونبوغهم ولكن مع كل هذه العظمة فنجد ذكرهم ينحسر أيضا تدريجياً بمرور الزمن. ولكن العجيب أن تجد الشهيد الحكيم تجري عليه هذه السنن، بل تجد العكس تماما، فذكره وسيرته وعلمه قد ملئ الخافقين والأعجب من ذلك أن تجد أتباعه يزدادون كلما مر الزمان وتطاولت الأعوام فترى المحبين والعاشقين والوالهين ملايين الملايين متعلقين بسيدهم وحبيبهم تعلق الرضيع بمحالب أمه، إنها حقيقة ولا يستطيع أي منافق أو حاقد حاسد أن يغطي شمس الضحى بغربال، فلا يستطيع احد أن يقول أن الحكيم قد مات واندرست آثاره، وهذه الملايين الواعية والمؤمنة يفدون بأنفسهم ما اختطه لهم من مناهج حياتية تسعدهم في الدارين. إن السيد الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) كسر كل قيود التقوقع ونزل بنفسه إلى الساحة وأصبح منفتحاً على الجميع وطرق بيده الشريفة كل باب مؤديا رسالته على أكمل وجه في حياته وبعد مماته ودليل ذلك أن ثورته قد أتت أكلها رغم أنوف الطواغيت والجبابرة ومن لف لفهم في حياته وبعد مماته. فنجد إن القرآن الكريم يؤكد في كثير من آياته الكريمة على المخلصين لان هناك كثير من العلماء والمؤمنين كما أن هناك كثير من العاملين ولكن يبدو من سياق الآيات القرآنية أن المخلصين قليلون ومنهم كان شهيدنا الحبيب،

لقد خاب ظن الطغاة والحاسدين الذين ظنوا بأنهم قد قتلوا الحكيم ولكن الحكيم قد قتل كل الطغاة والحاسدين بإخلاصه لربه ودينه ونيلة ثقة المحبين ، وكل منا يشهد على ذلك (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم) لقد قتل الشهيد الحكيم كل الطواغيت بشهادته العظمى ونكس رؤوس الجبابرة وأبناء الجبابرة فأين الطواغيت وأبناء الطواغيت؟ أين الحاسدين والمنافقين؟ لقد ذهب كل أولئك إلى غير رجعة يلعنهم اللاعنون وما تركوا غير تاريخ أسود سيكون عليهم وبالاً في الدنيا والآخرة، وأما شمس الضحى فستبقى بأذن الله تعالى تشرق على القلوب لتنير الطريق للأجيال المخلصة لمرجعها الذي طمأنها بأنه سيكون معهم .

فلن يندثر ذكرك أيها الحي بقلوبنا مادام هناك قلوب تنبض بمحبتك وسوف ينتقل هذا الحب بإذنه تعالى من جيل إلى جيل . فلقد كنت و ما تزال في قلوب محبيك جرساً يدق في عالم النسيان لأنك الإنسان العظيم الذي ضحى بالغالي والنفيس وهي روحك الطاهرة والجود بالنفس أقصى غاية الجود ِ. فسلام عليك سيدي أبا صادق يوم ولدت وجاهدت في الله حق جهاده ويوم استشهدت وتناثرت أشلائك وتزكت دمائك لتضرب أروع أمثلة الشهادة بنفسك الطاهرة الزكية وسلام عليك يوم تبعث حيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك