المقالات

انـــــــــهـــــــم اتـــــبـــــاع الـشـيـطان

746 19:50:57 2014-05-23

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

كثيرا ما احدث نفسي عن طبيعة العلاقات بين الاشياء, سواء كانت سياسية او اجتماعية او دينية, وفي الكثير من الاحيان اجد ان هناك ترابط عجيب في طبيعة تلك العلاقات خصوصا المتعلقة بالسنن التاريخية. ان حالة التبادر الذهني في هذه الايام اخذتني الى عالم كله صخب ودماء ومواقف وتقلبات وتراجعات و وبطولات وايثار وتضحيات, عالم من التناقضات والتباينات المنطقية..

ان اكثرنا يلعن اقواما سبقت باعتبارهم تخلوا عن المواقف وباعوا ضمائرهم من اجل بضع سنين عاشوها وذهبوا؟! لكن الكثير منا ينسى ان ثمن الضمائر في الماضي لا يختلف عن ثمنه اليوم, فالماضي والحاضر عملته واحدة وهي البيع من اجل القدرة, ويدخل تحت هذا العنوان القدرة الحاكمية والمالية وحتى تصل الى الجسدية الحيوانية.. انها من اسرار الصراع في العالم. ان من اسباب بحثنا في هذه الموضوعات هي المواقف السياسية للمؤسسات والاحزاب وكذلك الافراد من الانتخابات وافرازاتها, ان ما حصل في النجف الاشرف من اعتداء على طلبة حوزة الامام علي ( ع ), وعندما اقول حوزة الامام ليس من باب التشريف باعتبارها تنتمي الى التشيع, بل من باب الحقيقة التاريخية وهي ان اول من وضع حجر الاساس لحوزة النجف هو الامام علي ( ع ) وان مرت في مراحل تراجعت فيها او انتقلت او... وهنا لا اود ان ادخل في بحث تاريخي حول الحوزة والمراحل التي مرت بها. قبل هذا الاعتداء كانت هناك فكرة تدور في ذهني وهي ما علاقة الذين اجرموا في العصور الاولى مرورا بالبعثة النبوية و وصولا الى يومنا هذا, ماهي علاقة اولائك بعصورنا من حيث الاثار والاثام والمنهج؟؟؟ فهل للقاتل الاول من ابناء ادم ( ع ) علاقة باخر جريمة قتل تحصل اليوم؟ وهل لرزية يوم الخميس علاقة بحالة التمرد التي يعيشها المسلمون؟ وهل لسقيفة بني ساعدة علاقة بالمؤامرات والانقلابات على السلطة؟ وما علاقة عدل علي ( ع ) بظلمنا؟ هل لنا دخل في خيانة الحسن وقتل الحسين ( ع )؟ ثم ما هي علاقة شهداء كربلاء بمواقفنا؟؟ اسئلة عديدة تتسع بسعة التاريخ يمكننا ان نجيب عليها بشكل مبسط.

ان مما لا شك فيه ان حركة الخير والشر لم تتوقفان على امتداد التاريخ الانساني.. فكان لكل منهما مؤسس وكان لكل منهما اتباع, فطوروا بالوسائل طولا وعرضا لكن المضمون بقى كما هو, قد يشتد حينا ويضعف حينا اخر. من اجل ان تكون الصورة واضحة للقارئ العزيز سأبدأ من حقبة تاريخية معروفة للجميع وهي الصدر الاول للاسلام, عندما اندفعت مجموعة من الناس بدافع الانا وحب الذات من اجل الوصول الى القدرة فخرقوا القانون الرباني واغتصبوا السلطة ودفعوا الائمة المعصومين ( ع ) عن مراتبهم التي رتبهم الله بها, فكانت النتيجة تشرذم المسلمين وقتل بعضهم بعضا وتشويه اسم الاسلام وو... ان مما لا يختلف عليه اثنان ان اؤلائك المغتصبين يتحملون اوزار وتبعات كل الذي يسفك من دماء وما تنتهك من حرمات الى يوم القيامة. لكن ما علاقة اثام العاصين اليوم بتلك الجرائم؟ ان الله تعالى جعل الذين يتمردون اليوم على امام الزمان ( عج ) ونوابه ( المراجع العظام ) شركاء بتلك الجرائم وان اختلفت نوعية الجريمة المرتكبة, فمن الممكن ان يحشر شيعي صائم مصلي مؤدي لكل الفرائض والمستحبات مع قتلت الامام الحسين لمجرد تعرضه لمرجع من مراجع الدين... بدليل ان الله تعالى عندما خاطب اليهود في زمن النبي محمد ( ص ) خاطبهم بانهم قتلت الانبياء علما ان بني اسرائيل الذين قتلوا الانبياء قد سبقوا احفادهم بمئات السنين ولم يشترك الاحفاد من الناحية الفعلية بتلك الجرائم, ان المفسرين يقولون ان الله اشركهم في ذلك العمل لنكرانهم دعوة النبي محمد ( ص )...

قال تعالى ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 91 البقرة.. اذن ان المدار هو الطاعة بمن الزم الله طاعتهم وهم النبي واله المعصومين, وفي زمن الغيبة احالنا المعصوم على نوابه وهم المراجع... من هنا يتبين لنا ان ليس بالضرورة ان اقتل حسينا كي اكون شمرا, وانما موقف لا حركة فيه قد يجعلك من اتباع ابن هند اكلة الاكباد, وقد تكون ممسكا بقلم وهو في حقيقته خنجرا يحز نحر الحسين(ع ), كما لا يجب عليك ان تركب خيلا لترض اضلاع ابن بنت النبي وحسبك ان تركب موجة المتهجمين على نوابه. ان الصمت عن حقيقة انت تعرفها اليوم قد تكون بمثابة التفريط بدم علي ( ع )... ان الدقة في اتخاذ المواقف هي التي تضعك على طريق النجاة, الجميع يتصور ان الحق معه والحقيقة تقول ان للحق طريق واحد وطرق الظلام متعددة فمن سلك طرق الظلام سيخسر دائما 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2014-05-24
غالبا ما تعمد السلطات الى التنظير لبقائها مدة اطول من خلال خلق تفكير جمعي هدفه تحويل وجهة المجتمع الى التفكير في طريقة معينة يحددها عرابو السياسة من خلال اسلوب الضخ الاعلامي المفرط . وفي مناسبات عديدة كان يحقق هذا الجو الى حد ما مراده مع كم لا باس به من المعضدات ولكن الغريب في الامر ان تعمد جهة في خلق هذا النوع من التفكير ((تفكير جمعي)) "هوبعة" يتمكن من اقناعك بان النار لا تلسع من امسك بها مع انك صاحب تجربة لمرات عديدة!!!! دون ان تضطر الى تدعيم نظريتها بشواهد ملموسة كيف تمكن العرابون من فعل ذلك .؟هل للتنويم المغناطيسي علاقة بالامر ام اننا نشهد سردا متكررا لشوهد سابقة كانت علامات دالة في الماضي على بداية الانحياز تجاه ايدلوجيات السلطة .ونقاط تحول باتجاه (( )) وعلى سبيل المقارنة فاننا نجد في القصص التي تتحدث عن الفترة التي عاشها الائمة المتصدون للحكم غموض حول تقهقر المجتمع وتراجعه عن تعضيد الحق ففسر من زوايا متعددة حيث اوكلت نتائجه ببعض الظروف او برر له البعض من خلال التنضير الى كون ما مرت به الامم السابقة امر محتوم ولا مناص من تغيره ((نظرية الجبر)) وعلى الجانب الاخر وعلى الرغم من ان تبيان الواضحات امر يصفة البعض بالعبثي كونة مميز ويحاكي ابسط العقول الا ان المتصدين لقيادة المذهب عمدو الى القاء الحجج على الناس لكي لا يتحدث التاريخ عن نكوص القيادة عن تبيان الحقائق وانقاذ الناس من غيابات الانحراف فنجد ان الامام الحسين(ع) يتحدث مع الجموع التي عزمت على قتلهه بطريقة النصح والارشاد وطرح الادلة والبراهين في حين ان لغة الساحة وقت ذاك غلبت عليها لغة القوة من خلال ما اوجدته الحركة السلطوية المؤدلجة من جو مشحون سجر حقدا وكراهية الى درجة انها بلغت مبلغا لايمكن العودة معة الى سبيل الرشاد والحكمة وقبله حديث امير المؤمنين(ع) حول احقيته بالحكم وخطابات الزهراء(ع) عن كونها صاحبة الحق في ضيعة ابيها التي اورثها اياها وحديث الرسول حول توجيه المجتمع باتجاه الرجل الصالح الذي يجب على كل من ادان بدين الاسلام الانقياد اليه والاذعان الى حكمه كل ذلك حدث مع قطعنا ويقيننا بعلمهم صلوات الله عليهم بعاقبة الامور الا انهم عملو بتكليفهم حتى اخر قطرة من دمهم والقو الحجة البالغة على جميع خلق الله.الامر الذي اوجد طرفي نزاع احدهما يقاتل على فرض صوت ..... والاخر يدعو الى الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك