الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
مناسبة الذكرى الخامسة والأربعون لرحيل الإمام الخالد آية الله الموسوي الخميني {قدسره} .....
لا يمكن أن نقيس أعمار القادة والعظماء بفترة بقاءهم قيد الحياة .. فعمر النبي محمد {ص} وال بيته الأطهار امتد الآن لألف وأربعمائة عام , والأكثر من ذلك هو التوجه والاندفاع من الأجيال لاحتضان فكرة أولئك القادة الذين نقلوا الأمة إلى مراتب متقدمة من الإنسانية والشرف والموقف الذي يليق بالإنسان ..
ومن القادة الذين عاصرناهم, وتركوا أثرا واضحا اليوم .. امتد في جيلهم واللاحق من بعدهم , هو الإمام روح الله الموسوي الخميني {قدسره} الرجل العملاق الذي رسم خارطة جديدة لقادة الأمة ومواقفها ..
ولا أريد أن أكون صوتا ينفخ في بوقا أجوف , كما يفعل الآخرون حين يمدحون الحكام والطغاة , لان الرجل ما كان ملكا ولا أميرا ,ولا يريد مدحا من احد إنما أتحدث عنه بما تلقفته الجماهير وأمنت به قائدا . وما كان خارج صلاحياته بعيدا عن إيران الإسلامية .. العالم اليوم حين يقف الإنسان بين خندقين , بين الحق وأهله وبين الباطل وأهله , إنما يستمد أفكاره من معين الإسلام أولا , ومدرسة أهل البيت عليهم السلام , والمدرسة الخمينية التي زرعها مفجر الثورة الإسلامية روح الله الموسوي الخميني {قدسره}هذه حقيقة مفروغ منها ..
ولا يسعني أن أطوف على جميع المنجزات الفكرية التي دعا أليها ذلك الرجل العجوز المتواضع في كل مظهر , المباني التي عرفها في صميم الفكر الإسلامي وحولها إلى واقع ملموس وخارطة عمل نقل جمهورية الإسلام إلى دولة عظمى بمصاف دول العالم المتقدمة , الفكر الخميني حدد من التوسع الإسرائيلي وأوقف مشاريع احتلال الأراضي الإسلامية متى ما شاءت أمريكا وربيبتها إسرائيل ..
الفكر الخميني جعل للإنسان المسلم موقفا رياديا يقارع فيه المدارس التي سيطرت على العالم ردحا من الزمن . فانتهت قرارات الماسونية والامبريالية الأمريكية والأفكار الشوفينية الغربية والشرقية .. وأصبح الرجال يتعاملون مع واقع جديد نابع من القران ومدرسة الإسلام التي جسدها الإمام الخميني العظيم ..
وحين نحتفل بذكرى رحيله الخامسة والعشرين إنما يدفعنا العزم والتصميم أن نجعل الفكر الخميني حيا قائما ودرسا لنا أولا ...وللأجيال التي ستأتي لاحقا , لأنه لا حل لمشاكلنا الداخلية والخارجية مع العالم إلا بتبني الفكر الخميني .. ومواقف ذلك الرجل العملاق أمام رياح الكفر والاستكبار ..
فسلام عليك أيها الإمام الحاضر في عقولنا موقفا وإنسانيةً وتواضعا وشرفا وكمالا , نم قرير العين فقد تبرعمت أفكارك في عقول الأجيال , وفي جميع الأمصار , وأصبحت برنامج , لا خيار للأحرار والشرفاء دون ركوب فكرك وموقفك وعطاءك في عالم الإسلام الحديث ..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha