المقالات

زعامات ( ديماغوجيه )

1328 16:40:53 2014-06-06

كاصد الاسدي

غريب عالم السياسة , صراعات ,نزاعات , مزايدات , ومما يزيد الاستغراب والدهشة هو تناقض الآراء 
في هذه الأزمنة المليئة بالغرائب, المتخمة بالمفاجآت, حيث كثرت فيها شخصيات غريبة الأطوار, عجيبة في تصرفاتها ومزاجها . يخيل إليك وأنت تستمع إلى حديثه, إن الحكمة قد ملأته من رأسه إلى أخمص قدميه, وأن الطيبة فاضت من قلبه كما هو ماء الينبوع . 
فيحدثك بلسان الواعظين ومنطق الحكماء والمصلحين ,وأحيانا يصورُ لك نفسه من دهاقين السياسة ودهاتها
( يريك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب ) ( سيف مسلول يعجب منظره ويقبح أثره) 
وأنا انظر إلى هذه الشخصيات المزدوجة تبادر إلى ذهني مصطلح (الديماغوجية ) . 
ومع إن علماء السياسة قد فسروا معنى هذا المصطلح, بأنه خداع الجماهير ,وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة . فبالإمكان أن نضيف شيئا آخر فالخداع بالمظهر والمنطق وحتى الملبس وفلسفة الكلام . يقع في إطار هذا المصطلح الديماغوجية.
والكلمة من أصل ( ديمو ) الشعب و( غوجيا ) قيادة . وهي إستراتيجية لإقناع الآخرين بالاستناد إلى مخاوفهم وأفكارهم المسبقة إضافة إلى أنها سياسة الحصول على السلطة والكسب للقوة السياسية من خلال مناشدات المتحيزات الشعبية معتمدين على مخاوف وتوقعات الجمهور المسبقة , عادة عن طريق الخطابات والدعاية الحماسية , محاولين إثارة عواطف الجماهير 

والمعروف إن الديماغوجي, يسعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق التملق وتشويه الحقائق 
ما نراه إن هذا الزمن, قد كثرت فيه هذه الصور وباتت موزعة في كثير من مواقع المجتمع, كما ازداد في هذه الأزمنة محبوا الزعامة والوجاهة والمتصدون والمتسلقون إلى المواقع والباحثون عن الإمارة (ولو على الحجارة ) كما يقول المثل الشعبي 
هذه النزعة تعد من سمات هذا الزمن وصوره الأكثر بروزاً , أصبحت قوية وواضحة في هذه الحقبة بالذات وربما لها ما يعللها ويفسر أسبابها وفي مقدمتها غياب المعاييرو انعدام كافة مقومات تقييم الشخصية المجتمعية 
الصحيحة . وانكفاء أصحاب المواهب والكفاءة ,حتى أراد العصفور أن يصبح نسراً كاسراً ( وردتك رجل يكعيم عن وحشة الليل ) 
وربما السحر المادي دفع بكل من هب ودب للبحث عن موقع ويحضى بالامتيازات , ونافسوا بذلك أهل الخبرة والمقدرة . لان الأبواب مشرعة لمثل هذه الشخصيات, كي تزاحم وتبحث عن الزعامة والوجاهة ولو عند 
قاريي الكف أوقارئة الفنجان . فقد يسعفه الفنجان بالأمل ويدفعه ويشحن همتهُ بالجرأة ويندفع معتقدا أنه بحق من أهل السيادة والوجاهة والمقدار. 
فعصرنا مأساوي جداً, وكأننا نعيش في غابة وفق منهج البقاء للأقوى, وهذا ما يتنافى مع فوانيين البشرية التي تروم العيش بوئام وسلام عندما يكون الأصلح خيارها , حيث أصبح عصر طلب الإمارة والبحث عن الألقاب , واختلط الحابل بالنابل إلى أن طفت على السطح اغلب المتضادات . زمن امتزج فيه الغث بالسمين , واقترن الفنجان وتعاليم الدين بالخرافة والعلم بالشعوذة ,والباروسايكولوجي بقراءة الكف .
أما العلم والعلماء, والأدب والفن , والفراغ المناسب ومن سيشغله اعتقد أصبحت من الشعارات المؤجلة واخشي أن أقول معطلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك