احمد علي احمد
مؤلم حقا ان الجأ بعد هذا العمر الطويل من العمل في صفوف حزب الدعوة الاسلامية ، الى الكتابة في المواقع الالكترونية عبر الانتريت لأصل الى الدعاة بعد أن بات الطريق مسدودا امامي وامامكم للتواصل والبحث الجدي والنقاش الحقيقي وبمنتهى الصراحة حول كل القضايا التي تتعلق بحزب الدعوة الاسلامية، بعد ان اصبح كل من يتحدث علنا امام الدعاة بصوت عال خائفا يترقب، وكانه ارتكب جرما بعد ان بثت الحواشي والمنتفعين امام من يقف اليوم على رئاسة الحزب والدولة افكار اقل مايقال عنها اننا من خلالها تقمصنا واخذنا دور الجلاد بعد ان كنا الضحايا على مدى عشرات السنوات .
اكتب هذه الملاحظات لاني ادرك والمح في الافق خطر الانشقاق والتشضي وازعم ان هذه المرحلة من اخطر المراحل التي يمر حزب الدعوة الاسلامية لاسباب عديدة اولها انه لايحتمل المزيد من التشضي، ثم ان هناك من يعمل ويتامر من داخل ائتلاف دولة القانون على ابتلاع الدعوة والاضرار بها على الرغم من انهم يدركون ان حزب الدعوة الاسلامية هو الرافعة التي لولاها لهوت شخوصهم وكتلهم الى الارض ومع ذلك يريدون لهذه الرافعة ان تبقى ولكن على طريقتهم بالاستفادة من كارزيما الحزب والهالة التاريخية التي يمتلكها، لذا لابد ان نعيد الامور الى نصابها قبل الندم ولات ساعة مندم.
وثالثا لان هناك من السلبيات والملاحظات التي عجز اعضاء الحزب عن معالجتها في المؤتمر العام او خارجه وهاهي تلتف وتكبر وتتدحرج ولكن للاسف نحو الهاوية وتسحق في طريقها الدعاة.
اكتب هذه المقدمة لانتهي الى حيث انتهى بنا المطاف في هذه المرحلة، ولااريد ان اذكر الكثير من التفاصيل، كل ماتحتاجونه هو اعادة مشاهدة الشريط مرة اخرى وقراءة المشهد بروية لتدركوا تسلسل الاحداث وتدركوا كيف آلت الامور الى هذه اللحظة التي تستوجب منكم ان تحدثوا فيها قطيعة تاريخية مع ما لحق بالدعوة من درن مقصود او غير مقصود لتقضوا تفثكم وتشكروا الله على ماهداكم بعد عقود من الجهاد.
فقد انتهى بنا مطاف الانتخابات الى نتائج جيدة على المستوى السياسي ان كنا نتحدث بلغة الارقام الميتة المجردة من كل مفاهيم الدعوة وحركيتها وتغييريتها. اذ هي من منظار حزبي خالص كارثة مابعدها كارثة .
كارثة مابعدها كارثة حين يتم اقصاء بعض الدعاة من الترشيح في الانتخابات - بعد ان عاقبوهم بالاخراج من قيادة الدعوة ومن شورى الحزب - عقابا لهم على ماابدوه من ملاحظات كانت دعوتية صميمة، واقصد بها طلب احد الدعاة ان يتم ابعاد احمد المالكي من مكتب رئيس الوزراء لما يسببه ذلك من احراج للدعوة حتى لو كان احمد المالكي معصوما عن الخطأ ولكن الماكنة الاعلامية حسب رايه اكلت من جوف الدعوة الكثير ، ولن تتوقف مع توفر مادة وسبب الاستمرار.
كارثة مابعدها كارثة حين تتم محاربة الدعاة في مختلف المحافظات اثناء الحملة الانتخابية والعمل على كل الاتجاهات التي تؤدي بهم الى عدم النجاح في الانتخابات، وانتم تعلمون ان ذلك تم بطرق متعددة اولها الدعم المالي اللامحدود للبعض دون البعض الآخر ، وثانيها توظيف امكانات الدولة والتسهيلات التي يستطيع تقديمها رئيس الوزراء، لماذا يوزع فلان سندات الاراضي وفلان توزع رواتب الاسناد بحضوره وآخر ياخذ توقيع رئيس الوزراء على قضية حيوية تهم شريحة او منطقة، وثالثها استغلال التنظيم وملتقى البشائر - الذي احسب انه يراد له ان يكون بديلا عن التنظيم - وتوزيع الطاقات الشبابية التي تعمل من خلاله لصالح افراد دون آخرين، لماذا يكون عمله في محافظة بغداد لفلان وفلان فقط، وفي البصرة لصالح فلان فقط دون الآخرين وهكذا في بقية المحافظات . ماهو معياركم ومن الذي حدد واختار؟، الم يكن غير ياسر عبد صخيل الذين انفق هو وابو رحاب المالكي في حملتهما الانتخابية في كربلاء ماعجزت القائمة باكملها عن انفاقه على حملتها في العراق كله.
كما ان كارثة مابعدها كارثة ان يمتلك كل منهما اذاعة في كربلاء في حين عجزت الدعوة عن تأسيس اذاعة الا بعد ثمان سنوات من الجهود والجدل والمحاولات ( وهذه هي الدعوة التي نعرفها) تخاف الله وتخشاه في كل صغيرة وكبيرة. اما هذين المدللين المتنافسين فانفقا واشتريا من الذمم ما ((...لوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ )).
اما بابل فليست بعيدة عن ماجرى في كربلاء التي حاول فيها المالكيان الإطاحة بالاديب ولكنه حصل مع كل اساليبهم التي يندى لها الجبين من الحصول على عتبة العشرين الف صوت، وماجرى مع الدكتور وليد الحلي وتفضيل ابن عم رئيس الوزراء وحنان الفتلاوي عليه في كل شيء، بل ومحاريته والحث على عدم انتخابه من قبل الاسرة المالكية، فانها نكبة تستدعي الكثير من التامل واعادة النظر، وكذا في بغداد التي كان يراد فيها الإطاحة بالدكتور العبادي ونفس الشيء تكرر في باقي المحافظات
https://telegram.me/buratha