محمد العمشاني
المفوضية تسوف ريثما يضعون الارقام ثم تعلن مشيئتهم وليس النتائج
شعب يغرس الوهم فيحصد الخديعة.. صناديق تضاف وأخرى تحجب
الاجراءات لا تلائم حجم المهمة التي تتحكم بمستقبل الديمقراطية في العراق
محمد العمشاني
"طرقنا باب مقبرة.. لها باب وبواب جديدان.. قرب الفانوس منا: "لا مأوى لكم عندي" إفترضنا حيزاً في الحلم.. لا مأوى لكم عندي"
العراقيون يوهمون أنفسهم، بأن الحكومة، ستسير على النهج الديمقراطي القويم؛ إذا نجحت الانتخابات، وفي دورتين ماضيتين.. وهذي الثالثة، لم يحصدوا من غرس الوهم سوى الخديعة؛ لأنهم وثقوا بمن تنكر لوعد أول، ثنى عليه، ولسوف يدوم الإستغفال، ما داموا يفكرون بذاكرة مثقوبة، تخر ما يتجمع فيها.. تسربه للهباء، من دون ان تفيد منه، بالتحليل والدراسة ومعرفة الاسباب؛ كي يتحاشى المؤمون التعثر بالحجر ذاته ثانية.
لكن الحكومة التي راوغت اتفاق اربيل، في الدورة التشريعية السابقة / 2010، متفردة بالسلطة، من دون الرجوع للشركاء، مهمشة نظرائها، طغيانا على الكرسي اللذيذ، وطوت القضاء.. تستصدره أحكاما لا دستورية، هي نفسها التي تجلس مفوضية الانتخابات على ظهر سلحفاة... المفوضية التي يفترض بها مستقلة، ما زالت تجرجر النتائج، على مسار بطيء.. لا تعلنها، وقد مضى شهر ونصف الشهر، من دون إعلان نهائي لنتائج الانتخابات في العراق، بقصد ان يتولى ماسك صولجان الملك ولجام حصانه، الانعطاف بالارقام نحو ما يدعم مصلحة ولي الكرسي المستحوذ على السلطة منذ دورتين زائفتي النتائج، وقد بان زيف الدورة الثالثة، والعارفون ببواطن الامور يتلظون حرقة، لكن... "لا أمر لمن لا يطاع".
نهازو فرص
التاريخ يكتبه نهازو الفرص، الذين يتسقطون الفلتات.. يستغلونها لصالحهم، من دون انتظار ما تسفر عنه المجريات المنطقية، على السكة الصحيحة، التي تؤدي الى معطيات سديدة، ذات أهداف وطنية بحق!
هل قلت شيئا؟ مفوضية الانتخابات تتعمد التباطؤ، عن إعلان النتائج النهائية، ولم تأخذ بطعون موثقة، بل سأل واحد من لجان المراقبة عن مجموعة صناديق مهملة؟ فهمس له رجل ذو محبس متوج بشذرة خضراء: "غض النظر كي لا تقتل".
إذن هو إرهاب دولة يغتصب النتائج!!! فالمفوضية تسوف من دون مبرر مقنع، بل بدا واضحا انها واقعة تحت ضغط تستجيب له طوعا او كرها.. ما يسفر عن انتظار "جماعة" الحكومة، ريثما يستكملون شؤونهم ويضعون الارقام التي يشاؤون وضعها، ثم تعلن مشيئتهم وليس النتائج.
صناديق اضيفت تحمل نتائج لم يؤشرها ناخبون لهم وجود حقيقي، وإخرى أهملت لأنها واردة من مناطق ليست على هوى الحكومة، والاجراءات لا تتم بالدقة التي تلائم حجم المهمة وجسامة القضية وخطورة تحكمها بمستقبل الديمقراطية في العراق.
ما زالت المفوضية، ترهن الصناديق، في معرض بغداد الدولي، تنتظرهم، مثلما شحنة مساعدات، جاءت للعراقيين، خلال الحصار، ظلت تنتظر في ميناء البصرة، الى ان تفرغ حسين كامل لتسلمها، وبيعها في السوق، بأضعاف سعرها، على الشعب المحاصر.
والامر ذاته يحصل بالنسبة لنتائج الانتخابات الان؛ فقد مر شهر ونصف الشهر، ولم تعلن النتائج رسميا، بالنسبة لشعب العراق الذي يبلغ تعداده ثلاثين مليونا و"كسور" فقط، في حين اعلنت نظيرتها في مصر النتائج خلال يومين برغم تعداد المصريين الذي فاق التسعين مليونا، وهو يتسارع إقترابا من المائة!
وكذلك الانتخابات السورية والتركية.. دول العالم كلها تنجز نتائج انتخاباتها في غضون يومين او بعض يوم، ونحن نبقيها مفتوحة، للأهواء والوقت يمر.. فلا ميزانية مقرة ولا مشاريع محققة ولا أمن ولا خدمات، بأنتظار "حسين كامل المرحلة الديمقراطية في عراق ما بعد 2003" بينما العاجز.. طوال دورتين ماضيتين، يقول: "لو ألعب دورة ثالثة، لو أخرب الملعب".
https://telegram.me/buratha