سعد الفكيكي
ليس بعيد ما حصل في العراق عام(2003)، يوم 9 / 4 ، ذلك اليوم الذي سقط فيه الصنم، وأطاح بالجبابرة؛ الذين كانوا متسلطين على رقاب العراقيين، ذلك اليوم؛ الذي دخل فيه المحتلون، بذريعة المحررين، وعندما رحلوا تركوا الباب مفتوح.
فأصبح العراق منتجع للأرهابيين والمسلحين، والميدان الفعلي، الذي تتصارع فيه القوى الأقليمية، لتحقيق أغراض مباشرة، وغير مباشرة، والمؤسف اِن العرب متورطين في العراق قبل الغرب.
كانت الأنبار صدمة للبعض، ومن ورائها أهداف وغايات، وفتحت الباب واسعاً، في حرب لا أحد يمكن أن يتنبأ بنهايتها، فحدث الأحتقان المضاعف، لمناطق حزام بغداد، ولحقتها مدن ديالى وبابل وسامراء، والضربة القاصمة التي هزت كيان الجيش العراقي، وازاحته من عرش القوة(سقوط الموصل)، وفي الاثر، أن هذه المدن هي نفسها؛ التي كانت منتفضة؛ التي تعامل معها المسؤول الحكومي بأسلوب غير مقنع، تتحول اليوم الى قتال مسلح، وسكانها أن لم يساندوا الجيش، فأنهم لن يقفوا بوجه الأرهابيين على الأقل، أضف اليه بعض الفتاوي الدينية المحرضة، والأحساس بالظلم، وأن الدولة تريد أبادتهم بحرب طائفية، خاصة وأن غالبية سكانها من أبناء السنة، فيصبح المنظر كما حصل اليوم في الموصل، والقادم أخطر!..
فبعض العرب متورطين، بدعمهم للتنظيمات المسلحة في العراق، والدول المجاورة أيضا، ولا زالت الحدود مفتوحة خاصة بعد سقوط الموصل، وخيانة القيادات العسكرية الموجودة في الجيش، التي سلمت مدينة بأكملها للأرهابيين، مع الأسلحة والمعدات، وهو نفس السيناريو؛ الذي حدث في الأنبار، عندما ترك ثلاثون الف عسكري المدينة وهربوا، وكادت أن تحصل في مدينة سامراء كارثة؛ عندما أخترقت بعض المجاميع المسلحة، القوات المتمركزة في محيط المدينة، ولولا تصدي أهل المدينة لهم، وبعض القيادات الشريفة، لحصل أدها وأمر من أحداث عام(2005)، عندما هدم الأوباش، مرقدي العسكريين(عليهما السلام)، أذن هي الفتنة، ونفس الأطراف تسعى ورائها من زمان، لغرض تقسيم العراق.
أخر الكلام: ألا تضع هذه الأحداث سؤال مهم،( من المسؤول) الذي يتحمل كل ما يحدث؟ وهل يستطيع مواجهتها لوحده والتفرد بالقرار؟ فنخشى يوماً كيوم سقوط الصنم، لكنه هذه المرة، سيطيح بالعملية السياسية، لتوفر نفس العوامل والمؤثرات، الآمر الذي يستدعي الرجوع الى التحالف الوطني، وأشراكه بالرأي، هذا التحالف العابر لحدود الشخصية المفردة، والمنفتح على الجميع؛ الذي يمتلك أعضائه مجموعة من العلاقات، والقيادات المتمرسة؛ التي لها باع طويل بالسياسة، بالأضافة الى الثقل الجماهيري، وكان يمكن أن نتفادى الكثير من الازمات، ونحقن الدم العراقي، ونوفر المال ونستثمر الوقت والجهد، لتحقيق البناء والأستقرار، عموما لا زالت الفرصة موجودة لأعادة الحسابات والنظر بالمواقف والقيادات.
https://telegram.me/buratha