ظافر الحاج صالح
قد لا يعجبكم ما اكتبه هذه المرة، وربما لا يلاقي استحساناً منكم، ان اكتب عن الشخص المقصود به، بعضكم سيراه هراء، والأخر سيمر عليه مرور الكرام، لكن؛ هذا ما يدور في خلجات نفسي.
كتبت كثيراً مخاطباً الشرفاء في هذا الوطن، من اجل تغيير الوجوه التي لم تجلب له سوى الدمار، لكنهم؛ لم يفقهوا شيئاً مما كتبته، لذلك عمدت إلى مخاطبة الغير شرفاء من خارج وداخل العراق.
تحية سوداوية بلون وشاحك أيها الـ"داعش"، مفعمة بحقد كبير لك ولمن معك، ومحملة بكره لا حدود له، وناكرة لما تدعون بهِ من حقوق، ديانة، ورسالة لا تمت لأي دين سماوي بصلة، لستَ رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ لتتمكن من دخول ارض الرافدين بكامل قواك، ولكننا السبب في سهولة ذلك، لأننا مكنا من لا يستحق، البقاء في السلطة، وجعلناه يستمر بمزاولة نشاطه في دعمك، وخلق الأزمات التي اعتاد عليها.
ها أنا أتأنق اليوم، وأتهيأ لاستقبال النهاية، فقد بت واثقا من قدومها، ولكن؛ افعلها لمرة واحدة في حياتك، وأقدم عليَ ببطولة، برجولة، واجهني بما تعتقده صحيحاً، ثم افعل ما تريد، فقد تثبت لي شيئا؛ انك كافر، ولكنك اشرف من كل سياسي وعدني بالأمان؛ واخلف! وعدني بالرفاهية؛ وعيشني بحصار، وعدني بممارسة الحرية والديمقراطية بكل شفافية، وحاربني تحت ذريعة القومية والحزبية والطائفة، وعدني باستثمار خبرتي ودراستي في بناء شيئا يفخر به بلدي، ومنعني؛ بجعل الميليشيات وجهلاء العقول تدمر ما أحاول بناءه!
انتظرك؛ في البيت، الشارع، السوق، العمل، المقهى، في كل مكان بإسطاعتك الوصول له بسهولة وبدعم حكومي، ولكن؛ شكوكا تراودني في رجولتك، وقدرتك على مواجهتي، ويقيني يفوق إيمانك بما تعتقده؛ انك ستتسلل الى قتلي، كأي لص مدمن على السرقة، إلا انك ستسرق حياتي.
كلانا سيرحل؛ أنا بكامل أناقتي وزينتي وتعطري، فيما يتناثر لحمك العفن بين أرجاء المكان! ملمسها ملائكي تلك الأيادي التي تحتضنني وأنا التقط أنفاسي الأخيرة، وتعتريني ابتسامة غمرتني بلذة الانتصار عليك، لأنك قد رحلت كافرا قبلي! سيجتمع حولي كل من أبي، أمي ،إخوتي، لأودعهم، فيما لا أهل لك! سأغمض عيني بكل هدوء وسكينة، ولا عين لك لترى ما جنيت! أصدقائي وأحبائي سيحملون نعشي، يفتكهم الحزن على فراقي، ودموع فرح تغمرهم لنيلي شهادة الانتصار عليك.
سألتحف راية الوطن كمن سبقني من الأبطال، وسيمر نعشي بين الناس، وهو مفتخرا بحملي شهيدا، يحييهم بصمت، ويردون عليه بالرحمة لي، ستكون جنازتي في طريقها إلى دار السلام، وستؤدى لي التحية العسكرية كلما مررت بنقاط التفتيش التي كرهتها وأنا حي! بينما عمال البلدية يبعدون أشلاءك النتنة، إلى اقرب فتحة تصريف مياه، ستنهمر دموع حبيبتي سراً وخجلاً لأنها تعلم إني بانتظارها في (عليين)، في حين تولول عليك أرملتك بأشد اللعائن على مدى غبائك وجهلك بما تدعيه من التدين، ستكون أمي جالسة عند قبري، ودموعها قد سقت بحر النجف الظمآن، وهي تغسل لوحة اسمي بماء الورد، فيما تتبرأ أمك منك، وتندم على تعبها بك.
حزن شديد، وألم على الفقيد، لكل أحباب الشهيد، ولكن؛ ما أروعه من حزن، فسنلتقي عند رب كريم، وحسبي بعدالته، أن تكون أنت القاتل المجرم؛ وأنا المقتول المنتصر.
https://telegram.me/buratha