ضياء رحيم محسن
الدعم فعل يقصد به تقديم العون لمن يحتاجه، وله صور وأشكال متعددة، فمرة يكون معنويا، وأخرى يكون ماديا، وفي الحالتين فإن من يقدم الدعم يبغي ورائه أشياء كثيرة، فقد يبغي مرضاة الباري سبحانه وتعالى، أو تحسين صورته أمام الناس وأنه يحب الخير ويساعد المحتاجين، أو أنه يساعده ليكون الى جانبه في وقت يحتاج هو فيه الى مساعدته. في السياسة الأمر مختلف الى درجة كبيرة، فمن المستحيل أن ترى دولة تساعد أخرى؛ إذا لم يكن في سياستها أن تحقق من وراء هذه المساعدة أو تلك أهداف سياسية لصالحها.
خلال تصريح له في أعقاب ختام مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة؛ يقول وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل (( أعتقد أن أكثر بلد عانى من الإرهاب وكافح الإرهاب، ومستمر في مكافحة الإرهاب، هو السعودية، وإذا كانت لنا نصيحة للمسؤول العراقي للقضاء على الإرهاب في بلاده، فهي أن يتبع السياسة التي تتبعها المملكة ولا يتهمها بأنها مع الإرهاب، الإرهاب هو المكان الذي ينجح فيه، والحمد لله بلادنا الآن نظفت من هذا الوباء، وعسى ألا يأتينا شيء من جيراننا))، كلام جميل ومنمق من رجل الدبلوماسية الأول في مملكة آل سعود.
أعتقد أن جميع البشر يظلمون السعودية في كونها داعمة للإرهاب!، وأكثر من يظلمها الشيعة، لأنهم ومنذ ما يزيد على سنوات عشر، وهم يؤلبون شيعة السعودية، على المطالبة بحقوقهم التي سلبها السعوديون!، من خلال سرقة النفط في مناطق الأحساء والقطيف الغنية بالنفط، كما أنهم لم ينفكوا خلال تلك السنوات في المطالبة بمنح الشيعة الحق في إقامة إقليم خاص بهم؛ مع كونهم أقلية لا يتجاوزون 20% من مجموع سكان المملكة.
بالعودة على كلام الوزير الفيصل، نرى أن كلامه صحيح، ولا يمكن لمنصف أن يجادله فيه، ذلك لأن المملكة عانت الأمرين من هؤلاء الوباء على حد وصفه، تفجيرات، مفخخات، تعطيل للمشاريع من خلال تدخل دول الجوار في شؤون المملكة الداخلية، وهم مستمرون في مكافحة الإرهاب، كما ينصح المسؤول العراقي بإتباع طريقة المملكة في القضاء على هذا الوباء.
حقا كما يقول الوزير الفيصل فهم لا يدعمون الإرهاب، ذلك لأن الإرهاب صنيعتهم، وعليه فإن الواجب يحتم على المملكة إدامة عمل هذا الوباء لينتشر في جسد بقية الدول ما دام بعيدا عن المملكة.
الوزير الفيصل نسي أو تناسى أن يقول لنا كيف قضى على الإرهاب، وأنا أقول للمسؤول العراقي وهو هنا رئيس الوزراء السيد المالكي، ماذا يقصد الوزير، يقصد الأمير سعود بكلامه أنهم قضوا على الإرهاب من خلال دعمهم له بالأموال والمرتزقة من كل حدب وصوب، لا يهم اللون واللغة؛ المهم أن يعملوا خارج حدود المملكة، وتسخير الآلة الإعلامية التي يمتلكونها في خدمة العمل النبيل لهذه الجماعات الإرهابية للقضاء على الشيعة الوثنيين، والذين لا يعبدون الله، بل جل إهتماهم هو زيارة الحسين والتذكير بمصيبته ليلا ونهارا، وبمصيبة أهل البيت، وللتذكير فإن الحسين هو سبط نبي هذه الأمة والتي منها سعود الفيصل الذي يدعي الإسلام.
كلمة أخيرة أقولها للوزير الأمير، هناك مثل شعبي يتداوله العراقيون وهو (( يا حافر البير لا تغمج مساحيها، خاف الفلك يندار وأنت التكع بيها))، و يقصد هنا أنك عندما تحفر البئر لكي يقع غيرك فيه، فلا تجعل البئر عميقا، مخافة أن يدور الزمان وأنت الذي يقع في البئر الذي حفرته للآخرين.
https://telegram.me/buratha