بقلم: نور الأعرجي
النصف من شهر شعبان المبارك، مولد الأمام المهدي الثاني عشر من أئمة الشيعة؛ مولد الثأر والثورة، مولد منجز أمال الأنبياء، الذي ننتظر ظهوره، والذي يقع على عاتق هذا الظهور ثورة الإنقاذ العالمي، التي سوف تخرج الناس من الظلمات الى النور، والذي سيملئ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملأت ظلماً وجورا.
ولادة المهدي ثورة وثروة مكنونة، تحمل بين طياتها كثيراً من العطايا فمن جانب فلسفة وجوده وأنهُ سيكون مخلصاً ومنقذا للأمم، ومن جانب أخر ذكرى ولادته التي تمر كل عام والذي يعد عيداً مهماً من أعياد المسلمين، معبرين عن ذلك العيد بالفرح والسرور لولادة منقذهم، مستحضرين بذلك الدروس والعبر لتجديد البيعة والإستعداد لنصرته.
من تلك العطايا التي وهبنا الله تعالى بها ببركة هذا المنقذ وولادته، هي أن كل فتاوى الجهاد أُطلقت في النصف من شعبان، والتي كانت السبب وراء إندلاع ثورات الدفاع عن الأمة، وإيقاض الضمائر الحية لدرء خطر أعداء الإنسانية، والمطالبة بالحقوق المشروعة،
وإستمرار وهج الرسالة،
ثورة المختار الثقفي، التي اندلعت على أثر أذن الأمام السجاد للمختار، بإقامة ثورته للثأر للأمام الحسين ومجابهة أعداءه، فأمُر الأمام السجاد هذا عُد أولى فتاوى الجهاد، والتي صرح بها في النصف من شعبان، الفتوى الجهادية الثانية أُصدرت من قبل أية الله أبي الحسن الأصفهاني ضد الاحتلال البريطاني سنة (1922 م)، وقد نجح الشعب العراقي في أخراج المحتل على أثر تلك الفتوى، والتي كانت في النصف من شعبان ايضاً. كذلك فإن النصف من شعبان كان السبب وراء تسمية انتفاضة ال 91 بالانتفاضة الشعبانية ضد حكم الطاغية صدام، فجاءت في الترتيب الثالث من بين ثورات الجهاد، والفتوى الجهادية الرابعة أُطلقت من قبل الأمام السيستاني بالجهاد الكفائي في جمعة الثالث عشر من شعبان، بعد أن لاحظ سماحته بأن العراق وشعبه يقترب من خطر كبير يحوم حوله ويهدد مصالحه جغرافياً ومجتمعياً، والتي لوحظ مديات التفاعل معها مع أيام النصف من شعبان، فأبناء العراق شمروا عن سواعدهم تلبيةً لنداء المرجعية في الدفاع من خطر تنظيم داعش الإرهابي، فبدأت الجموع المؤمنة بالتدريب والتطوع لحمل السلاح، معبرين عن جهوزيتهم الكاملة بالوقوف أمام الأعداء، ملبيين لنداء النصرة لأمامهم المُنتظر بالوقت الذي يعيشون أيام ولادته المباركة،
هذه الثورات التي شكلت منعطفاً تاريخياً كبيراً وتغيرت على أثرها المعادلات، والتي جاءت مترجمةً لتلك الفتاوى الجهادية التي تزامن أطلاقها في النصف من شعبان، فهل يمكن أن نتصور هذا التزامن أمراً عادياً ؟!
لعل السبب يرجع الى أن الأمام صاحب الزمان (عج) لهُ رعاية خاصة لمحبيه وشيعته كونه يتدخل لدرء المفاسد العظيمة التي تُكاد أن تطيح بالمذهب، وحتى على مستوى الفرد للمؤمنين فيتدخل لقضاء حوائجهم أذا ما طلبوا منهُ، كما تُحدثنا الأخبار عن ذلك. بل أن هذه الثورات قد تكون بتوجيه مباشر من الأمام صاحب الزمان (عج) فلا غرابة في هذا الأمر اطلاقاً.
https://telegram.me/buratha