المقالات

قراءة في البعد الستراتيجي لصناعة داعش؟

1263 2014-07-05

بقلم - د. علي حسن الشيخ حبيب

المقدمة
لطالما ركزنا في كتاباتنا السابقة حول الملف الامني المعقد في العراق، وحذرنا من ضبابية اللاعب الاساسي المهيمن على مجريات الاحداث على ارض الواقع فيه.
وبعد متابعاتنا الدقيقية لمجريات ماحدث في الاونة الاخيرة في الموصل ، وما احدثته من واقع ومنعطف خطيرعلى العراق والمنطقة برمتها بحيث اصبح التاريخ والتعبير بوصف العراق بعراق بعد وقبل سقوط الموصل..
فمنذ دخول داعش والقوى المتحالفة معها من فلول البعث والتنظيمات السنية المختلفة، وما رافقها من عمليات الاخلال في التوازن الاستراتيجي على ارض الواقع العراقي ..
فقد كانت خطة احتلال الموصل او "غزوة الموصل " بحق خطة محبكة ومرسومة باتقان ،فقد استطاعت تلك القوى ومن يرسم لها خارطة طريقها ان تفرض معادلة جيوسياسية وستراتيجية على ارض الواقع في العراق والمنطقة برمتها .
واستطاع مهندس تلك العمليات ان يخلط الاوراق في لعبة اقليمية معدة باحكام ومرسومة وفق رؤية متفق عليها اقليميا مع محور فاعل في الشان العراقي وهو المحور السعودي التركي القطري البرزاني - ومبذول على هذا المخطط الكثير من الجهد والمال ، وبالمناسبة هي لم تكن غزوة الموصل وليدة صدفة عابرة او استغلال لظرف طارىء، انما هي خطة معدة ومرسومة ومعملول لها توقيتات زمنية..
من هي داعش ؟؟
ومن هم مموليها؟؟
ومن يقف وراءها؟؟
تتبعت على مر الايام والاسابيع الماضية لاقف على حقائق دقيقة حول هذا التنظيم الارهابي الذي صنعته الولايات المتحدة الامريكية، وبنظرة فاحصة بسيطة على اصل قيادات هذا التنظيم الارهابي، وتتبع سيرة حياتهم تجد جلهم من حرس صدام الخاص؟؟؟
وكلهم وضعوا في سجون امريكية في العراق، ثم اطلق سراحهم ليخرجوا قادة للتنظيمات الارهابية سواء في كتائب التوحيد والجهاد سابقا ، او ماتبعها من تاسيس دولة العراق الاسلامية قبل ان تتمدد الى سوريا، ثم ضم اليها الشام لتعرف بعدها بدولة العراق والشام الاسلامية - داعش؟
اذن معركة امريكا مع الارهاب خطط لها لتكون في العراق وفق نظرة صقور الادارة الامريكية السابقة، وعملت وكالة المخابرات الامريكية بصناعة البديل للقاعدة التي تهالكت بفعل الضغط العالمي وملاحقة هذا التنظيم عالميا مما دفع الولايات المتحدة الى صناعة البديل المعروف ب( داعش) لجذب الارهاب العالمي ومرتزقة الاجرام المتلبس بلباس الدين الى العراق بعد ان حلت الهيكلية الامنية العراقية بشكل كامل ، وجعلت حدودة العراق مفتوحة لمن هب ودب من الارهاب العالمي لمدة سبع سنوات .
سمحت الولايات المتحدة الامريكية باستقدام الالاف من تلك العناصر الارهابية وجلبهم الى سجون العراق في مرحلة الاعداد لتلك المهام اللاحقة فبعضهم باسماء مستعارة والقاب حركية، ولم اجد اي ارشيف على ماهية الالية التي اتبعتها امريكا في تدريب تلك المجاميع في السجون العراقية قبل ان يطلق سراحهم ثم يعلن عنهم انهم قادة للارهاب في العراق؟ في وقت لاحق؟
ولم يصرح السيد عدنان الاسدي في سلسلة مقالات دفاتر الوكيل الاقدم او السيد شيروان الوائلي في مقالاته الامنية، وكذلك السيد جواد البولاني في مقالاته ولقاءاته الى واقع السجون العراقية وكيفية تربية الارهاب فيها..
تناولت الصحف الامريكية والغربية القريبة من مراكز القرارالسياسي فيهما ان الولايات المتحدة والغرب هدفهم هو انشاء توازن جيوستراتيجي للقوة الفاعلة والناشطة في الشرق الاوسط، والعمل على جعلتوازن بين المحاور المتصارعة فية فكانت حتمية وجود داعش للتقليل من هيمنة المحور الايراني السوري وذراعة العسكري حزب الله ؟؟؟
ولكون القاعدة قد اضعفت بشكل كبير بعد احداث سبتمر لذا كان التخطيط والهدف المخفي هو اعداد تلك المنظمة الارهابية لديمومة الصراع المذهبي وحرب الاستنزاف الطويلة التي رسمت لجر المحور الايراني للمستنقع الطائفي في سوريا وتدار الحرب بالوكالة بين القوى العالمية واذرعتها الاستخبارية على ارض العراق وسوريا بواسطة تلك المنظمات اللقيطة التي هي عبارة عن مرتزقة متلبسين بلباس الدين.

فلم يكن اختيار الولايات المتحدة للعراق عبثيا لتلك المهمة.
سارت الامور وفق ماخطط لها وانتهت مهمة الولايات المتحدة بالاتفاق الاطار الستراتيجي بينها وبين العراق،وتركت امريكا العراق بجيش بسيط، وعدم وجود غطاء جوي او طائرات انذار مبكراو طائرات استطلاعاو اجهزة مراقبة للحدود. ناهيك عن المعادلة السياسية الملغومة بالمحاصصة الطائفية ، التي جعلت الكل يتقاتل على المناصب والامتيازات والصفقات؟؟
ولم يلحظ المفاوض والسياسي العراقي وصانع القرارقبل الامضاء على التفاقية الامنية مع امريكا الى خطورة المرحلة القادمة، ولم يركز هؤلاء على مطالبة امريكا باعطاء المعلومات الكاملة لتلك الخلايا الارهابية التي اعدوها في السجون، وكانت تصرف عليها الحكومة العراقية الملايين من الدولارات حتى اصبحت السجون فندق خمس

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك