المقالات

الحوت كان ارحم على يونس من داعش


منذ القدم كان الكل يبحث له عن اصل ويعتز بهذا الاصل ويفتخر به حتى ذهبت الاقوام في تخليد التراث والحفاظ عليه على مر الزمن من الاندحار وكان كل جديد يأتي يضيف شيئا لمن سبقه حتى تراكمت لدينا حضارات رائعه وجميلة نأخذ منها العبر حتى من التي مرت مرور الكرام في ذالك الزمن السحيق الا انها ايضا وضعت بصمتها على التاريخ وسجلت لها حضور في سجله المتواتر كتواتر الكتب السماوية الينا نحن في هذا الزمن الحديث والذي عرف معنى القانون الوضعي وعرف اسس الحياة الحديثه في ظل خاتم الانبياء ودينه الاسلام عليه وعلى اله الاطهار خير سلام 

فبهذا التنوع وبهذا التعدد عرفت الحضارات وكانت خليط متجانس يبتعد تاره ويقترب من الاخرين تاره اخرى حتى انها في بعض الاحيان تندمج حضارتان فيما بينهما لينتجى لنا حضارة وليدة ما مضى وخلاصة الاثنين معا

فلم تكن الحضارة في يوم من الايام اشكال عند الاخرين حتى التي كانت بعيده كل البعد عن القيم الانسانية ناهيك عن بعدها عن الله والتوحيد والذات المقدسة

ومع هذا كنا وما زلنا نأخذ العبر والحكمة والعلم من الحضارات الماضية فقد ملئت امهات الكتب بقصص وعلوم بعضها كشف وبعضها حتى هذه اللحظه يعد من اسرار الحياة لم يتم الكشف عنه 

والجميع ينظر الى هذه الحضارات على انها تراث وقيم انسانية واخلاقية ليس الا او انها تذكار من الماضي على انهم كانوا هنا ذات يوم وتأكيد على ما جاء ذكره في الكتب المقدسه عنهم وعن ديارهم وتاريخهم ورحلاتهم وبطولاتهم وتضحياتهم من اجل انقاذ البشريه والسير بهم نحو حياة افضل واجمل وارقى 

ومن بين هذه الحضارات وهذه الشخصيات وهذا التراث الذي نعتز به ونفتخر به ونقدسه هو فخرنا وعزنا ونبينا وقدوتنا يونس بن متى ( ذو النون ) الذي من اجل تسبيحه وتوحيده انجاه الله من الغم واخرجه من ما كان فيه ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )) 

النبي الذي ورد ذكره في القران احد انبياء الله الذي امرنا باحترامهم وتكريمهم والذي على مر العصور كانوا محل احترام من الجميع واماكن قبورهم كانت محل للتبرك والزيارة من قبل الجميع على مع الازمان وعلى مر الفصول فلم نرى او نسمع بحركه تقوم بتفجير قبور انبيائها اورسلها او اوليائها كما يحدث الان على ايدي ما يسمى داعش الحركة الصهيونية التي لم تجعل احترام لعقل البشر ناهيك عن مقدساته وتراثه فالتي تامر الانسان بان يجلب اخته ليجلعها مومس لمئة او يزيدون من الرجال بما يسمى جهاد النكاح فهل هذا احترم عقله او عقول الاخرين ؟

او ماذا تتوقع من شخص يجلد الناس وينحرهم لانهم يدخنون او لانهم مفطرين وهو يقيم وجبة غداء علنيه في ظهر رمضان واما اعين الناس فهل هذا احترم عقله او عقول الاخرين ؟

ان ما حدث لمقام نبينا وسيدنا يونس هو شيء فضيع وشنيع ولا يمكن ان يسكت عنه لانه تهاون اتجاه مقدسات المسلمين وتاريخهم بل امام مقدسات العالم اجمع وتاريخه . 

وما حصل يدل على ان الطرف الذي قام بهذا الامر لا يمت للاسلام بشيء لا من قريب ولا من بعيد فالكل يدري ان قبر النبي لم يكن مكان لعبادته هو وانما مكان لعبادة الله وحده بالقرب من نبي من انبيائه 

ولكن ماذا نقول للعقول التي اكل التراب عليها حتى اصبحت عفنه ومتلئت بالاحقاد والطائفيه منذ نعومة اظافرها فصارت لا ترى غير لغة الدم والتكفير والتنكيل بالاخر مهما كان مظلوم او لم يصدر منه شيء يهدد الاخرين 

نعم ان قبر نبي الله يونس كان وما زال في قلوب المؤمنين وايضا ان نبي الله يونس حي عند ربه في جنات الخلد مع الانبياء والملائكة المقربين 

ومع هذا نقول لداعش انكم فجرتم بقعه من بقع الله المقدسه التي تمد البشريه بنور ربها وتملئ قلوب البشر بالايمان والطمأنينه نعم ان الخاسر الاول والاخير من تفجير هذا القبر هي البشريه لانها فقدت نور تلجئ اليه في شدتها وفي غربتها وفي حاجتها وفي ظلمتها وتيهها تستلهم منه العبر والحكم والموعضه الحسنه 

فكم كان الحوت رحيما على نبي الله منكم ايها الانذال احقاد الذات المقدسه ابناء الشيطان وجنده صنيعة اسرائيل وامريكا ومن والاها فتلك الشجرة كانت افضل منكم حين اظلت جسد نبينا وكانت عليه حامي وحارس بينما انتم زرعتم القبر مفخخاتكم وحقدكم وفرتموه وهذا ان دل يدل على الجبن الذي يعتريكم والخوف الذي يمتلئ قلوبكم من هذه المزارات ومن هذه المقامات المقدسه لهذا تقومون بازالتها خوفا منها ليس الا ولكن صبرا لابد ان تأتي ساعة الله فان وعد الله الحق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك