المقالات

المرجعية والمحكمة الاتحادية

1411 19:18:34 2014-08-03

اثارت تاكيدات المرجعية الاخيرة حول ضرورة الاسراع باصدار قانون المحكمة الاتحادية تساؤلات عدة حول طبيعة عمل المحكمة الاتحادية ورأي مرجعية النجف وبالذات مرجعية السيد السيستاني باداء المحكمة خلال الاعوام الثمان العجاف السابقة.

والملاحظ (مع الاسف الشديد) ان تناول الاحزاب والنخب السياسية تجاه المحكمة الاتحادية وقانونها كان اداءاً باهتاً يشير الى توق الكثير من النخب الى الاهتمام بما يخص الغنائم الوزارية دون اهتمام كبير ببناء مؤسسات الدولة التي تاتي في مقدمتها واكثرها خطراً المحكمة الاتحادية .
ويبدو للمراقبين ان تشديد المرجعية الرشيدة على دور المحكمة الاتحادية في خطبة الجمعة على حل النزاعات بين المركز والاقليم وبين المركز والحكومات المحلية يشير بوضوح الى ان المرجعية ترى ان هذا الدور غائب او مشوه بحيث انها تعيد على مسامعنا اهمية اقرار قانون المحكمة الاتحادية وطبيعة عمل هذه المحكمة وكأن المرجعية تتحدث عن شيء غير موجود او ان الموجود لايلبي طموحها وطموح العراقيين (ان لم نقل ان المرجعية كما يبدو لاتعترف بماهو قائم الان).

وليس تجنياً منا ان نقول ان المحكمة الاتحادية كانت تتجاوز احياناً دورها في التدخل بما هو خارج عن اختصاصاتها فيما كانت تترك قضايا جوهرية من لب اختصاصاتها بحجج غير منطقية من قبيل انها لاتنظر في قضايا لم يتقدم احد لها بطلب النظر بها وكانها تحتاج في كل مرة لاستدعاء لتوقف التجاوزات على الدستور هنا وهناك وكأنه ليس واجباً عينياً عليها ان تقوم به سواء طُلب منها ذلك ام لم يطلب منها .

لقد قالت المرجعية قولتها ونبهت الجميع سواءاً الغافلين او المتغافلين ,وكما فعلت المرجعية حين اطلقت صرختها الراسخة المدوية بضرورة التغيير ,فانها هنا وخصوصاً في خطبة الجمعة الاخيرة قد اعطت بعداً حقيقياً وتفسيراً دقيقاً لمفهوم التغيير وانه لايقف عند تغيير وجوه الطبقة الحاكمة لكنه يجب ان يمتد الى تطهير القضاء وتغيير المحكمة باخرى وفق قانون دستوري يأتي لنا بمحكمة اتحادية تكون بمستوى طموح المرجعية والشعب .
ان لفت المرجعية لانتباهنا حول خطورة دور المحكمة الاتحادية والذي يشير بكل وضوح الى انها تضع علامات استفهام كبيرة على اداء المحكمة الحالية ,هذه اللفتة يجب ان نقف جميعاً عندها فالمرجعية لاتتحدث من فراغ وهي تشير الى مكمن خطر بالغ مفاده ان الاصلاح يبدأ من اصلاح المنظومة القضائية ,وان اول الاصلاح يكمن في ابعاد هذه المحكمة عن ان تكون العوبة بيد الحاكم .
لقد انذرتنا المرجعية وقد اُعذر من انذر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك