قبل الانتخابات طالبت المرجعية الدينية ومعها الشارع العراقي بمعظم اطيافه بالتغيير، ولكن لم يحصل هذا التغيير حيث حازت دولة القانون على المركز الاول من اصوات الناخبين سواء بالاقتراع او بطرق اخرى معروفة او غير معروفة ....
حدث هذا قبل الانتكاسة الكبرى للعراق في اجتياح داعش والتنظيمات الاجرامية للموصل ومناطق اخرى من العراق ، فكانت هذه الانتكاسة بمثابة لعنة المرجعية ازاء النتائج غير المرحب بها للشارع العراقي وللمواطن العراقي الذي يريد الامن والاستقرار بعيدا عن المهاترات الحزبية والتهميش والنفس الديكتاتوري للحزب الحاكم ..مع الاسف .
وبعد الانتكاسة العسكرية الكبرى تعود المرجعية ومعها أغلب العراقيون الى المطالبة بالتغيير ، طبعا دائما المقصود بالتغيير هو تغيير رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي الذي ومع الاسف ينتهج سياسة لا تليق بدولة ديمقراطية تحررت للتو من عقود من الظلم والديكتاتورية والاقصاء ، ونحن لا نزايد على وطنية الرجل ولكن طبعه والحاشية التي من حوله تحول دون انتهاجه سياسة وطنية خالصة ! وهنا ضغطت المرجعية بقوة هذه المرة من اجل احداث التغيير ، التغيير بكل معانيه السامية من اجل اصلاح الخلل وعودة العراق الى الدول التي تبغي التطور والازدهار ، حيث دعت المرجعية وهي صمام الامان للشعب العراقي وللوطن والتراب العراقي دعت الى عدم التشبث بالسلطة ، وهو طبعا كلام موجه بالدرجة الاساس الى دولة القانون والى المالكي بالذات ، والاكثر من ذلك اخذت المرجعية العليا بنشر الاخبار التي تسوقها وتحللها الوكالات الخبرية بان المقصود من هذا التغيير وعدم التشبث بالسلطة هو المالكي وليس غيره ، نشرت هذه التحليلات على صدر موقعها الرسمي (( الموقع الرسمي للسيد السيستاني )) ، ولكن ما يحصل اليوم هو مزيد من العناد والتشبث ومخالفة توجيهات المرجعية ، فالمالكي يصر من جديد على رئاسة الحكومة متجاهلا كل الدعوات ومنها دعوات الدول الاقليمية الصديقة للعراق وليس غيرها ، والدول والخارجية في التنحي وترك السلطة ، وهذا الامر ينعكس بالطبع على حاضر ومستقبل العراق وشعبه في المزيد من التدهور والتفكك والضياع ، وحسبنا الله في من يفضل مصالحه الشخصية والحزبية الضيقة على مصالح الوطن والشعب العليا ..
طبعا سوف لا ينهض العراق وهو في وضعه الحالي وترؤس السيد المالكي وتربعه على عرشه الخاوي حيث ان الرجل ليس له اصدقاء او أوداء لا في العراق ولا في المنطقة الا اللهم حاشيته والمستفيدين من اغداقاته عليهم وهم قلة طبعا ، وكما حصلت لعنة المرجعية على هذا الشعب فانا أخشى والله من ان تحصل لعنة المرجعية هذه المرة ولكن بشكل اكثر قساوة وتفككا حينها لا أمل للعراق بعد ان أهدر الشعب الفرص التي سنحت له للتغيير ، وبعد ان ركب المالكي راسه لتاخذه العزة بالاثم ويصر ويستكبر استكبارا بدل ان يضع مصلحة الوطن فوق المصالح الدنيوية الزائلة ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم آمين .
https://telegram.me/buratha