عام 2003 سقط النظام ..وانتشرت دبابات الامريكان ومدرعاتهم في جنوب العراق ووسطه وحتى شماله
في أول أيام السقوط كان هناك شبابا متحمسا مندفعا نحو الاقتصاص من كل الظلمة الذين اذاقوه الويل والثبور .
وهؤلاء كانوا ضباطا كبارا في الجيش وفي الامن القومي وفي جهاز المخابرات وفي الامن الخاص وفي فدائيي صدام أضافة الى عدد هائل من البعثيين الذين ربطوا انفسهم بنظام صدام وارتكبوا اعملا وافعالا شنيعة .
المرجعية الدينية أوصت بل وقطعت دابر التفكير عندما لم تجيز الانتقام من هؤلاء وجعلت الدولة هي الحكم وهي التي تاخذ الحق العام مع الحق الشخصي عند اكتمال شروطه القانونية
وبالفعل سكت الشيعة عن ظلاماتهم بانتظار تاسيس مؤسسات عدالة انتقالية تاخذ بحقوقهم الا ان الامور تطورت باتجاهات اخرى وأخذت مسارات خاطئة ظلم فيها الشيعة من جديد
ومنذ ذلك التاريخ والشيعة يرتكب بحقهم اقسى وابشع وافضع المجازر في تاريخهم الحديث والقديم على السواء .فمن قطع طريق اللطيفية وقتل ابناء الشيعة الذين يزورون الامام علي والامام الحسين عليهما السلام في النجف وكربلاء المقدستين. إلى القتل في الاسواق وفي الكراجات وفي الجامعات وفي الشوارع التجارية وقتل كل المنتسبين للجيش والشرطة في مناطقهم من الشيعة ومن السنة ايضا . وانهمرت على المدن الشيعية الالوف من قذائف الهاون والصواريخ من الكاتيوشا وغيرها
ابو مصعب الزرقاوي وابو انس الشامي وابوحمزة المصري وابو عمر البغدادي واخيرا ابو بكر البغدادي كل هؤلاء المجرمين احتضنتهم حواضن سنية وهم يجمعون الانتحاريين من شتى بقاع الارض ليأتوا بهم الى العراق لتفجيرهم في المناطق الشيعية وبالفعل تم تفجير الالاف منهم الى الان.
جيوش تقاتل الشيعة فيها جيشا للفاتحين وجيشا للراشدين وجيشا لحماس ثم لكتائب ثورة العشرين فأنصارا للسنة وللنقشبندية ايضا كلها تقاتل الشيعة تذبحهم تتقرب الى الله بدماءهم
شيوخ يرتقون منصات للجمعة واحيانا للاعتصامات يصرخون ويجعرون ويهللون لقتل الروافض تقربا من النبي صلى الله عليه واله وسلم
سيارات مفخخة بالالاف تفجرت في الاجساد الشيعية واهل السنة يقولون لاعلاقة بالسنة في هذه التفجيرات انما هناك مسلحون يقومون بها واحيانا يقولون ان هناك ضباط الجيش السابق يقومون بهذا العمل لاحساسهم بمظلوميتهم عندما اخرجوا من تشكيلات الجيش الجديدة بالرغم من اعطائهم حقوقهم التقاعدية .. يسنتكرون باستحياء في ايامها الاولى ثم بعد ذلك لا يشجبون ولايدينون ولا يستنكرون اصلا
وهنا من حقنا ان نتسائل لو ان الشيعة قاموا بمثل هذه الاعمال فيقطعون طريق النخيب الانبار ويذبحون كل سني عائد او ذاهب للديار المقدسة في السعودية
وماذا لو خطف أهالي العمارة والبصرة جميع المقاولين الدليم والعيثاويين وغيرهم من اصحاب الشركات الذين يعملون في الجنوب وقطعوا رؤوسهم ومثلوا بهم .وماذا لو فجرت جميع مساجد السنة في ابي الخصيب والزبير وجرف الصخر وفي الشعب ومدينة الصدر وغيرها
وماذا لو فجرنا مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني واحتجزنا زائريه ثم ذبحناهم واحدا واحدا
وماذا لو رمينا الاف القذائف الصاروخية على مناطق العامرية والجامعة والاعظمية وابي غريب وماذا لو فجرنا بها المئات من اللوريات المفخخة على مدى العشر سنين الماضية
وماذا لو كانت هناك منظمات ارهابية شيعية من البحرين او من ايران او من شيعة باكستان هدفها قتل السنة ونحن قمنا باستقبالها وفسحنا لها المجال لتعمل ووفرنا لها الغطاء وهي تصنع السيارات المفخخة لتقوم بتفجيرها في الفلوجة وتكريت وسامراء والحويجة والموصل والرمادي وعنه وراوه..
وماذا لو خطفنا جميع الطلبة السنة الذي يدرسون في التكنولوجية او الجامعة المستنصرية او جامعة بغداد وقتلناهم عن بكرة ابيهم ثم عرضنا فلم قتلم في الفيس بوك كما فعل بطلبة القوة الجوية في سبايكر
لماذا يعيش السنة بأمان ويمارسون طقوسهم في جميع المناطق الشيعية يوذبحون كالخراف في المدن السنية ..نريد أجابة من عقلاء القوم ومن غيرهم
اتصور انها تساؤلات مشروعة يجب ان يعيها العقل السني العراقي وان لا يغادرها قبل ان يعرف ما سينتج مستقبلا من اجيال تكره اللحمة وتتساءل عن مصير مئات الالوف من الشيعة وبعض القوميات والاديان الاخرى التي تعرضت الى ما تعرضت له الشيعة طيلة المدة الممتدة من السقوط الى يومنا هذا ..
وعلى عقلاء السنة ان يعرفوا حجم الضرر الذي اصابنا وسكتنا عنه على أمل التعايش السلمي مع اخوان لنا في الدين والوطن .. وان يعرفوا ايضا ان الجرائم لا تتساقط بالتقادم ..فليعلموا
https://telegram.me/buratha