يعيش العراقيون هذه الايام احداثاً متسارعة على الصعيد الامني والسياسي تتمثل اولاهما بالتهديدات الخطيرة للقوى الظلامية الارهابية في مختلف ارجاء العراق والتي قضمت اجزاء من الجسد العراقي . وثانيهما تكليف الرئيس معصوم لمرشح التحالف د.حيدر العبادي لتشكيل الكابينة الوزارية وما رافقه هذا التكليف من تشنج غير محمود من قبل اعضاء ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي الذي ضاعت فرصه تماماً في تكريس ولايته الثالثة .
واذا كان التهديد الامني العسكري يحمل في طياته صبغة سياسية ,فإن التهديد السياسي الذي يتزعمه السيد المالكي بات يحمل صيغة عسكرية امنية , وكذلك اذا كان التهديد الامني الارهابي يسعى للعصف بالعراق من الخارج ,فإن التهديد السياسي (للاسف الشديد) يسعى بمحاولة إتكاءه على لغة التهديد بالسلاح الى العصف بالعراق من الداخل .
فقد بتنا نسمع في عالم التنافس السياسي الى لغة ابواب جهنم وانهار الدماء وتحريض القوات المسلحة والقوات الامنية لغرض الحصول على مكاسب سياسية رخيصة .
ان اية بندقية يقف خلفها مقاتل يمسكها لايجب ان تكون له بوصلة سوى بوصلة التفدم للامام بوجه الارهاب ,وان اي مسعى لاية جهة في حرف هذه البوصلة هو الجنون بعينه .
ان كلا التهديدين الامني والسياسي يراد منهما ارجاع عقارب الساعة الى الوراء وتمزيق اللحمة الوطنية وشق الصفوف وتخوين او تكفير الاخر وبالتالي فان على الجميع بلا استثناء التنبه الى مخاطر المغامرات الطائشة وتغليب لغة الحوار والمصلحة العامة .
ان الابواق الطائشة والمنفلتة التي بدأت بالبروز على سطح بعض الفضائيات هي معاول هدم لامعاول بناء وسترتد بعزم كل العراقيين الى نحور اصحابها ,فلايوجد عراقي شريف يرضى في هذه المرحلة الدقيقة الا بان تتجه عيون الجميع صوب ابطالنا في القوات المسلحة والسرايا الشعبية المجاهدة التي تقدم ارواحها رخيصة في سبيل تراب العراق .
فليتحلى من خسروا الكراسي بالشجاعة الادبية وليخدموا العراق في اي موقع كانوا ,فهم لم يولدوا وفي افواههم ملاعق من ذهب , ونذكرهم بأن لايضيعوا تاريخهم النظالي والجهادي ضد الطاغية صدام بسفاسف الكرسي ,ولايوهموننا بتباكيهم على حقوقنا المضاعة لان الشعب يعلم جيداً ماذا جرى خلال عقد من الزمان ويدرك جيداً من الذين فرطوا في حقوقه .
والى رئيس الوزراء الجديد فنقول له لانريد ان نسمع بعد عام او اكثر بانسبائك واقربائك وعشيرتك وهم مشرئبوا الاعناق ويكلموننا من طرف انوفهم ,ولانريد ان نرى (عبادياً ) في مكتبك وفي رئاسة الوزراء فاقرباء الحاكم آفته .
ونحن كاعلاميون سنكون كما كنا دوماً راصدين للعمل الحكومي ومتفانين في حشد الطاقات وفي تحديد العيوب والاخطاء ولكن الخوف كل الخوف من ان تلتف على دولتك بطانات اعلامية من التي صدعت رؤوسنا وطبلت وزمرت وهم انفسهم سيديرون رؤوسهم ويمتدحونك حتى يجعلونك نصف اله ويستدلون بالآية القرانية (ان الارض يرثها عبادي!!!)فحذار يادولة رئيس الوزراء وفقك الباري لخدمة شعبك ونحن معك على الخير من دون انتظار لمكاسب كما كنا وسنبقى.
https://telegram.me/buratha