المقالات

أين نحن مما يجري في العراق ؟


1. إن دعم حكومة المالكي قبل ظهور داعش أدى الى ضياع ربع مساحة العراق من الحكومة المركزية . وإن دعمنا لحكومة المالكي و عدم إهتمامنا بالكورد و السنة و عدم إستماعنا لوجهات نظرهم ، جعلنا غير عارفين بحقيقة ما يجري ، و الأمريكان كذلك قد عجزوا عن معرفة ما يجري .

2. إن داعش إستغلت ضعف حكومة المالكي و عدم إهتمامها بالكورد و العشائر السنية كقوى مهمة في شمال و شمال غرب العراق . و تقدم داعش لايعني أبدا قوتها و أنها تمكنت من "فتح الفتوح " . 

وعندما عجز المالكي من الحفاظ على الموصل من خلال فيالقه العسكرية المجهزة و سلم المدينة ل 1500 مقاتل ، لايمكن القول أن حدثا مهما لم يحصل لنبقى نحن و الأمريكان من دون إطلاع . إن ضعفنا أو بعبارة أصح عدم إهتمامنا بقضايا الكورد و العشائر السنية و في المقابل ثقتنا بالمالكي كان خطأ تسبب في الأحداث المتعاقبة . مع هذا حكومة المالكي هي من تتحمل المسؤولية .

3. ان داعش اليوم موجودة على بعد 25كم من الحدود الايرانية وليس بامكاننا ان نعمل شيئا..انهم في مدينة جلولاء..وليس لدينا خطة للهجوم وليس لدينا امكانية الهجوم الجوي والبري داخل الاراضي العراقية. فالحكومة العراقية لم تطلب منا التدخل. والكرد والسنة طلبوا الدعم من اميركا وقد استجابت اميركا للطلب مع انها تجاهلت طلب المالكي.

وتبع ذلك التواجد البريطاني والفرنسي ويبدو الروس ايضا..اما ايران فليس لها وجود ولا دور..اما الحضور غير الرسمي الايراني فهو منحصر في حماية المناطق الشيعية وهي تقدم لهم الاستشارة وخصوصا للقوات الشعبية . ان قيام اميركا بضرب داعش وليس نحن هو امر ايجابي ومن الافضل ان لا نتورط بهذا الامر فهو في ظاهره صراع بين مجموعة منحرفة تشبه الخوارج ظاهرها الاسلام وبين اميركا واذا صدقت اميركا وضربت داعش فعلى ايران ان لا تتدخل.

ما هي الإستراتيجية الإيرانية المستقبلية في العراق ؟

اذا لم نتمكن وخلال حقبة طويلة من المشاكل من التقدم في التعامل معها ، فاليوم نجد ان الاخطار الامنية التي يواجهها ليس فقط الشعب العراقي المسلم وهو الشعب الجار لنا بل ان الشيعة العراقيين وهم الحلفاء الاستراتيجيين لنا ، وكذلك امن حدودنا في خطر فما الذي علينا فعله؟ يبدو ان ضعف المعلومات في داخلنا ، وتراخي حركة اجهزتنا الامنية في تحليل ما يجري في العراق ..والفقر في فاعلية السياسة الخارجية..والنظر من زاوية واحدة نحو التحولات والتطورات هي من العوامل الاساسية فيما وصلنا اليه ..

علينا الانتباه اكثر تجاه الاحداث والتطورات و التعامل بلياقة اكبر .
علينا ان نعرف بدقة كل الحركات الفاعلة والعشائر..وتقييم موقع وتأثير الصوفيين النقشبنديين والقادريين وغيرهم..وكذلك علينا معرفة الحركات داخل الجسم الشيعي وفيها ايضا قوى منحرفة . كل ذلك يوجب علينا ان نكون ذوي فاعلية اكبر تجاه بلد لنا معه حدود طويلة وخضنا معه صراعا لمدة ثماني سنوات .

ان مجيء البعثيين يعني خطرا امنيا مجددا على حدودنا الى امد غير محدود..وهذا امر على ايران ان تواجهه بأي حال من الاحوال .
ان ايران والعراق بلدان جاران مسلمان..واكثرية الشعب العراقي هم شيعة والكثير من القبائل العربية والكردية في حدود البلدين بينهم علاقات وثيقة. والكثير من الايرانيين يتنقلون من بغداد الى كربلاء والنجف والعكس صحيح ايضا فالعراقيون لهم حضور كبير في ايران .

ولهذا السبب يعرف العالم ان قضايا ايران والعراق هي قضايا متداخلة ومتقاربة وليس هناك امكانية لعزل ايران عن العراق..ويمكن ان نشير الى تصريح اوباما بان ايران في العراق تعمل منفردة وهو يأتي في هذا السياق سياق العزل واخراج ايران من دائرة القرار فهو واهم جدا فايران مع وجود هذه الاضطرابات في المنطقة هي القاعدة الاساسية لأمن المنطقة..وعلى ايران ان تدرك ذلك جيدا.

وعليها ان تتعامل بجدية اكبر في نيل حقوقها..وهذا يستدعي التعامل بنطاق أوسع مع القوى الاقليمية والدولية في مسائل العراق..وفي هذا المجال يجب ان لا نتعامل بحياء او بانفعال بل بفعالية ولياقة اكبر وثبات والتعاطي بعلمية .

ان بعض الاساليب القديمة لم تعد نافعه ولذلك لابد من الاستفادة من الجامعات والمراكز البحثية حول قضايا المنطقة وتاريخها وهو امر مهم جدا .

*رسول جعفريان : شخصية علمية و أكاديمية مؤثرة في إيران و قريبة من مركز القرار الإيراني .
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك