مرحى لك يا ضلوعية الابطال وانت تكتبين ملحمة الصمود والتصدي لخوارج العصر وتلقينيهم دروسا في البطولة سيذكرها التاريخ على مر العصور لانك المدينة الاولى في العراق التي وقفتي بوجههم وارجعتيهم خائبين مدحورين بعد ان سيطروا على محافظات كاملة. بفعلك الجبار وتصديك البطولي حتى اطفالك اصبحوا لايهابون الموت،، لانكي ارضعيتهم الشجاعة والعزة والكرامة وغرستي فيهم قيم الاخلاق والبطولة والشهامة وعلمتيهم ان لايركعوا الا للخالق الجبار.
قبل ثلاثة ايام شنت عصابات داعش الارهابية هجوما ليلياعنيفا استمر لعدة ساعات لم ينته حتى الفجر، ابلى فيه ابطال الضلوعية من الشرطة وابناء عشيرة الجبور بلاء حسنا وردوا المهاجمين خائبين وهم يلعقون جراحهم بعد ان تركوا جثث قتلاهم في ارض المعركة تنهشها كلاب الضلوعية التي تعودت على اكل لحوم كل غازي يريد باهلها الشر. اثناء المعركة وتبادل اطلاق النار بين ابطالنا وجرذان داعش حضرت الى مقر مديرية الشرطة، ووجدت العشرات من كبار السن في مقدمتهم الشيخ تركي الحمدي الذي يتجاوز عمره المائة بخمس سنوات، ولايقدر على المشي ولايرى، فضلا عن شباب وحتى اطفال، حضروا لكي يساندوا الابطال ويشدون من ازرهم.
ولفت انتباهي طفلا يبلغ من العمر ست سنوات اسمه عبدالرحمن، يقف في الشارع وكان ازيز الرصاص من السلاح المتوسط والثقيل يمر من فوق رؤسنا، ناديت هذا الطفل وطلبت منه ان يتنحى جانبا ويقف خلف ستار جامع الخلفاء القريب، او يدخل الى داخل الجامع والافضل ان يذهب الى بيت اهله القريب خوفا عليه من ان يصاب باطلاقة غدر او شضية من مدفع هاون، لان الدواعش يلجاون الى قصف المنطقة بالهاونات كلما اصيبوا بهزيمة، وما اكثرها في الضلوعية الصامدة.
ولقد صعقت من جواب هذا الطفل الصغير في العمر الكبير في كلامه وشجاعته وتحديه واعتداده بنفسه، قال لي بالحرف الواحد وساكتبها كما قالها لي باللهجة العامية ((عم ما تروح الا بيومها))، صمت لدقائق بعد ان اخجلني هذا الطفل برده الذي يحمل الكثير من المعاني، ويدل على الايمان بعدالة قضيته وايمانه بنصر الله المبين، سقطت دمعتي وفكرت بحال من هرب من المسؤولين وبعض الرموز وقلت لنفسي يالتكم سمعتم كلمات عبدالرحمن التي قالها بعفوية وايمان.
وقبل ان اختم اود ان اذكركم بان لعبدالرحمن ثلاثة اشقاء يقاتلون عصابات داعش، واعتقد جازما ان عبدالرحمن عندما يسمع كلامهم عن القتال يتمنى ان يذهب معهم لقتال خوارج العصر، والدليل كلما اذهب الى مديرية الشرطة عند سماع اصوات الاشتباكات اشاهد عبدالرحمن هناك ولسان حاله يقول للمقاتلين "خذوني معكم اقاتل اعداء الانسانية، لكي اساهم بشيء في سفر الضلوعية البطلة وهي تتصدى بكل بسالة وعزة وصمود لعصابات داعش الارهابية.
https://telegram.me/buratha