عذرا"عن اختصار أو اسراف، عذرا"لكل التقاليد واعراف؛ عذرا"لكل العشائر وانساب، عذرا"لكل المجالس وادآب؛ عذرا"لكل ماحصل من مأسات، عذرا"لكل المقدمات والنهايات، التي تبدأ وتنتهي بها كل المقات؛ ن الكيل قد طفح، والضمير قد جرح.
منظر"إن لم يقشعر له بدن، فليس له حياة أو حياء،
( وكان طلعه رؤوس الشياطين )، وقشعرت له كل ابدان الطاهرةالشريفة، فكان المنظر هو الوزن،
لم تكن فوطةواحدة تلك التي رميت، بل لو انكشف لنا الغطاء، بصرنا الف منها، و التي كانت أمنية أن ترمى ليس في هذا الوقت، بل في وقت يتدارك به الموقف، وتحفظ فيه الدماء وتحقن النفوس، وليس في هذه الحضرة، بل في حضرة المسؤول اول واخير ( القائدالعام للقوات المسلحة ) صاحب القاب الشهيرة، و قائد المسيرة، (مختارعصرهم) كما يحلوا لمشجعيه أن ينادوه،
فلو أنه أجرى خطابا"كالذي أنشده، وجمع حشده، واستعرض فيه مترنحا"، ولو قال ما قال فيه مبالغا": إني قد أخرجت لكم بطون البحار لؤلؤا"ومرجانا"، ورصعت به نسائكم، وألبستهن من الحلي، ذهبا"وألماسا"وصنعت لكم على القمر قصورا"،وأشبعت بطون الجائعين، وحققت آمال املين،
شريطةأن يلقي خطابه هذا أمام الميين من الثكالى المفجوعةبفلذةاكباد، والمترمت من النساء، المنحنيات على أيتامهن،
لرتمى تحت أقدامه ميين (الفوط)، ورأى بأم عينه، ايادي التي ترتجف حرقتا"، لتنثر الرؤوس المخضبة، بدماءالشهداء الذين سقطوا صرعى تحت ظل حكومته، و لسمع الصراخ والعويل، الذي ليس له أي ترجمة، سوى أنه يقول (قيمة لكل إنجاز، أومكسب سياسي، أمام قطرة دم سفكت)،
نعم! ف تساوي كنوز الدنيا وزخرفها، عند أم, فقدت إبنها ، الذي لطالما حلمت به وبمستقبله, وهي تنظر إليه,وهو يكبر، وتنتظر خيره القادم، وفجأة"يذهب غدرا"وظلما" هكذا،
الفوطة التي رميت ليس المقصود بها مجلس النواب فقط، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، وعنت الكثير برميتها، وكأنها قالت :إننا ذهبنا لنشتري بأصواتنا سكين ذباحنا، وأسياط جدنا، ننا لم نذق من حكمه إ الموت، ذلك الحكم الذي أرجع هذه ارض، إلى أرض السواد، فع"؛ لكثرة سواد الثياب التي استوحشت نساءها بقية ألوانها، ونسيت حتى أسماءها،
لم تكن فوطة، بل حجارة إرتمت في بركة,الضمائر الراكدة، لتحرك فيها الغيرة العائمه،
لم تكن فوطة، بل كانت كابوسآ"، هجم على أحمآ"وردية"، لتستيقظ فيها النفوس، المخدوعة فيها .
https://telegram.me/buratha
