امرلي هذه المدينة الجميلة الغافية في حضن وادي كورد دره المتفرع من سلسلة هضاب حمرين يحدها من جهة الجنوب الشرقي بحيرات السد العظيم ومن الشمال طوز خرموتا (الدوز) ومن الغرب قضاء الدور وهي تابعة من الناحية الادراية لمحافظة صلاح الدين .
امرلي هذه المدينة التي يبلغ سكانها 20الف نسمة هي تركمانية شيعية كانت متعايشة بامان الله مع المناطق المجاورة لها في علاقة من المؤدة والرحمة لطبيعة اهلها الطيبين النابعين من عشيرة واحدة وهي عشيرة امر الطائية حيث يرجعم نسبهم الى امر ابن حاتم الطائي وهم يعتبرون البو عامر ابناء عمومتهم وقدموا الكثير من ابنائهم في الدفاع عن ارض العراق في معاركه التاريخية وهذا اعطى ميزة لابنائها في خبرتهم العسكرية والقتالية وكانت احد اسباب نصرهم في معركتهم البطولية.
سكانها بطبيعتهم وجمال هوائها ناس بسطاء طيبون ميالون للخير والعطاء مهنتهم الفلاحة هي تعتبر اراضي امرلي من الاراضي الخصبة بزراعة الحنطة والشعير وحصادهم وفير ولكنها في نفس الوقت مدينة فيها المدراس يربوا عددها على الاثنى عشر مدرسة ابتدائية ومتوسطة وهي مخططة على وفق التخطيط الحديث للمدن النامية في العراق نتيجة للتوسع السكاني .
ويحيط بامرلي مجموعة من القرى التابعة لناحية آمرلي هي ( بوسطاملى , ير أحمدلي , عبود , زنيلي , بير آوولو , قارا ناز , ارداغلى , بيّ البو حسن , كيّي البو حسن , دره اوباسى , صياد , ايرويزات , دراويش , بيّ مفتول , كيّي مفتول , اشا لَن , او ته , ثعيلب , خذر اوباسى ) ولكن اغلب هذه القرى الان بعد الهجوم الداعشي الصهيوني اندثرت بعد ان فجروا منازلهم وسبوا نسائهم واعدموا ابنائهم بالرصاص وذبحا من الاعناق واخذوا حلالهم وماشيتهم غنائم للدواعش الانجاس الراغبين بابادة الشيعة التركمان في هذه المناطق واجبارهم على التهجير القسري من اجل تنفيذ المشروع البايدني الصهيوني في تقسيم العراق واضعافه.
لقد طغى اسم امرلي في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على مدى الستة اشهر الماضية نتيجة لمعاناتها من الهجوم الداعشي المسمر منذ 2003 ولحد الان فقد قتل الكثير من ابناء امرلي ذبحا على الهوية خلال السنوات الماضية في سيطرات القاعدة وداعش الاجراميتين التي كانت تسيطر على طرق محافظة صلاح الدين وديالى وكركوك ولم تسلم امرلي من مفخاختهم المستمرة التي تركت احزان وجروح نازفة في قلوب ابنائها واعمقها تفجير سوق امرلي في 7تموز 2007 في تفجير شاحنة محملة بالطحين ونصف طن من الديناميت والصواريخ حيث استشهد مئتان من ابنائها وجرح اكثر من ستمائة جريح لازالت جروحهم لحد الان لم تندمل.
لقد كان الدواعش في خطتهم الابادية للشيعة مبنية على اساس السيطرة على محور حديثة الفلوجة سامراء العظيم ادلي عباس المقدادية وهو يمثل خط 36 الشهير لمنع الطيران ابان حرب الخليج الثانية الذي اقر سنة 1995 من قبل مجلس الامن الدولي ومن خلال هذه السيطرة السوقية جعلت الحركة من بغداد والى هذه المناطق مصدر خطر بحيث انها معرضة للسيطرات الوهمية التي تقتل الجنود والقتل الهوية. والمحور الثاني في هذه الخطة هو تصفية الاثنيات والاعراق الاخرى شمال هذا الخط وهكذا بدات حرب الابادة في تلعفر والحمدانية والطوز سعيا الى فرض نظرية البتادل السكاني الصهيوبادنية من اجل تقسيم العراق وانها الجغرافية التشابكية للاثنيات والسكان التي تعيق التقسيم وتبقى على وحدة العراق لان الجغرافية السكانية العراقية غير خاضعة للتقسيم من الناحية العملية ولذلك كانت بعض الاطراف تعارض في اجراء تعداد سكاني بعد 2003 وذلك حتى لاتبقى وثيقة ادانة لاجراء التقسيم المفترض والملعون عبر الاجيال.
وهكذا بدأت معركة ابادة سكان امرلي في تطويقها وفرض الحصار ومحاربة القرى وابادتها وتفريغها من السكان وقد بدات في بعض الاجراءات الادراية الروتينية في تهميش الناحية واضعافها اقتصاديا واداريا ومن خلال الدواعش في قطع اسلاك الكهرباء وضخ النفط الاسود في انابيب مياه الشرب من اجل تعطيلها نهائيا واصابتهم بالعطش في حالة الحصار وهكذا بداء الحصار منذ شهر تموز 2014 وقد اخذ امدا اوسع بعد احداث اب 2014 وسقوط الموصل وطبق حصار كامل على امرلي الذي انتقده احد قادة الدواعش وقال عندما تريد ان تحاصر مدينة اترك مجالا للهرب حتى تنهار المعنويات ويهربون من خلال هذا المجال ولكن هذه المعركة في حالة الحصار الكامل ستكون صعبة لاستبسال اهلها.
https://telegram.me/buratha