المقالات

العراق في ذمة مسؤوليه

2486 06:45:39 2014-09-21

وأعني بهم الذين يديرون شؤونه من سياسيين وموظفين حكومين على إختلاف مستوياتهم التراتبية ابتداءاً من الرئاسات الثلاث فما دون ، ومن كافة الإنحدارات العرقية والإنتماءات الدينية والمذهبية وصولاً الى المواطن البسيط ، فإنه انطلاقاً من واجب المسؤولية الملقاة امتثالاً للحديث الشريف(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، يكون الراعي كالمرعي والقائد كالمقود في جانب المسؤولية الوطنية وفي تبادل أدوار أدائها، فالراعي في موقعه رعية في موقع غيره،

وفي ظل هذه المدخلية أقول: أيها المسؤولون انتصحوا العراق فإنه لكم ناصح، وأوفوا له فإنه قد أوفى لكم،فالعراق كراعٍ وهبكم كل مايملك ، فماذا منحتموه بدوركم كرعاة؟ وللإجابة على مايبدو سؤالاً، لايحتاج الأمر سوى الى بعض المكاشفة،والمعاينة في سجل التأريخ القريب،ففي وقت لم يبخل العراق في ما وهبه لأبنائه من عطاء كريم لدرجةٍ منحهم فيها الرواتب العالية بما يحسن معيشتهم والسكن المريح وما يصاحب ذلك من امتيازات تحميهم الى حد الحصانة عن المحاسبة والمتابعة نرى أبناءه مقابل ذلك قد خذلوه الى المآل الذي جعله عرضة للإنتهاك والإستلاب الأجنبي. فالفساد المالي والإداري ضاربة أطنابه في مؤسسات البلاد، والعدالة الإجتماعية والمساواة بين الأفراد تكاد تكون معدومة، هذا اضافة الى المناكفات السياسية وما فيها من تناحرات وتهاترات بدت على أشدها في مجلس تشريع القوانين بما منع المجلس من اصدار أي قرار من شأنه تعزيز سيادة العراق، كل ذلك أوصل البلاد الى حالة الإنقسام بدل الإنسجام مما تسبب استغلال الوضع من قبل القوى التي تريد شراً بالبلاد من مثل داعش وأتباعها. والغريب في الأمر إبان كل ذلك ليس هناك من اعترف بتقصيره معتذراً، بل تراهم يظهرون على الشاشات الفضائية يتنطعون ملقين اللوم على بعضهم البعض، ثم بعد ذلك بكل جسارة يشكون ويتبرمون من مظاهر فساد هم خلقوه، وأكثر من ذلك يقترحون حلولاً بعبارات: يجب كذا ولايجب كذا، ولاأدري من يخاطبون ولمن يشكون ،وإذا كان الجميع يشكو من سوء الوضع فمن هو المسئول عنه ومن هو المستفيد من ترديه ياترى، وكأننا وما قال الشاعر: كل من تلقاه يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن. أمّا ويحق لنا من خلال قراءة التأريخ القول:إن مصير الدول في ظروفها الصعبة يقوم على أكتاف بعض رجالاتها.

نتساءل في ظل مانمر به من ظرف عصيب: أين هي هذه الأكتاف والكواهل، وأين هم أولئك الرجال أصلاً، وهل هم غير من نراهم يظهرون على الشاشات الفضائية يتنابزون، بل وإن بعضهم يتشمتون مستشفين بآلام العراق وهو يقطع الأوصال. على أن التأريخ الذي لايرحم وهو يرفدنا بالحكم البليغة يعلمنا أن الدهر بما هو دواريّ لايخلو من الأبدال في الأرض، فالمدير الذي لاتزال بصمته ماثلة في أذهان طلابه ومسيرة مدرسته لن يمحى أثرها حتى يأتي غيره ليجدد دمغتها، ومدرب فريق كرة القدم الناجح لاتزال الألسن رطبة بذكره الطيب حتى يأتي من هو أكثر منه تضوعاً ،وصعوداً على هذا القياس مع كل مؤسسات الدولة ومرافقها، فكل لها تأريخها يحكي قصة من أسس لها فبنى، أو أدار فعمّر والبقاء للأوفى في أذهان الرعية ، أما من خانوا الأمانة فلا لسان لهم غير سوء الذكر ،أو قل مكانهم مزبلة النسيان أو إن شئتَ مَخرءة التأريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك