المقالات

العراق في ذمة مسؤوليه

2328 06:45:39 2014-09-21

وأعني بهم الذين يديرون شؤونه من سياسيين وموظفين حكومين على إختلاف مستوياتهم التراتبية ابتداءاً من الرئاسات الثلاث فما دون ، ومن كافة الإنحدارات العرقية والإنتماءات الدينية والمذهبية وصولاً الى المواطن البسيط ، فإنه انطلاقاً من واجب المسؤولية الملقاة امتثالاً للحديث الشريف(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، يكون الراعي كالمرعي والقائد كالمقود في جانب المسؤولية الوطنية وفي تبادل أدوار أدائها، فالراعي في موقعه رعية في موقع غيره،

وفي ظل هذه المدخلية أقول: أيها المسؤولون انتصحوا العراق فإنه لكم ناصح، وأوفوا له فإنه قد أوفى لكم،فالعراق كراعٍ وهبكم كل مايملك ، فماذا منحتموه بدوركم كرعاة؟ وللإجابة على مايبدو سؤالاً، لايحتاج الأمر سوى الى بعض المكاشفة،والمعاينة في سجل التأريخ القريب،ففي وقت لم يبخل العراق في ما وهبه لأبنائه من عطاء كريم لدرجةٍ منحهم فيها الرواتب العالية بما يحسن معيشتهم والسكن المريح وما يصاحب ذلك من امتيازات تحميهم الى حد الحصانة عن المحاسبة والمتابعة نرى أبناءه مقابل ذلك قد خذلوه الى المآل الذي جعله عرضة للإنتهاك والإستلاب الأجنبي. فالفساد المالي والإداري ضاربة أطنابه في مؤسسات البلاد، والعدالة الإجتماعية والمساواة بين الأفراد تكاد تكون معدومة، هذا اضافة الى المناكفات السياسية وما فيها من تناحرات وتهاترات بدت على أشدها في مجلس تشريع القوانين بما منع المجلس من اصدار أي قرار من شأنه تعزيز سيادة العراق، كل ذلك أوصل البلاد الى حالة الإنقسام بدل الإنسجام مما تسبب استغلال الوضع من قبل القوى التي تريد شراً بالبلاد من مثل داعش وأتباعها. والغريب في الأمر إبان كل ذلك ليس هناك من اعترف بتقصيره معتذراً، بل تراهم يظهرون على الشاشات الفضائية يتنطعون ملقين اللوم على بعضهم البعض، ثم بعد ذلك بكل جسارة يشكون ويتبرمون من مظاهر فساد هم خلقوه، وأكثر من ذلك يقترحون حلولاً بعبارات: يجب كذا ولايجب كذا، ولاأدري من يخاطبون ولمن يشكون ،وإذا كان الجميع يشكو من سوء الوضع فمن هو المسئول عنه ومن هو المستفيد من ترديه ياترى، وكأننا وما قال الشاعر: كل من تلقاه يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن. أمّا ويحق لنا من خلال قراءة التأريخ القول:إن مصير الدول في ظروفها الصعبة يقوم على أكتاف بعض رجالاتها.

نتساءل في ظل مانمر به من ظرف عصيب: أين هي هذه الأكتاف والكواهل، وأين هم أولئك الرجال أصلاً، وهل هم غير من نراهم يظهرون على الشاشات الفضائية يتنابزون، بل وإن بعضهم يتشمتون مستشفين بآلام العراق وهو يقطع الأوصال. على أن التأريخ الذي لايرحم وهو يرفدنا بالحكم البليغة يعلمنا أن الدهر بما هو دواريّ لايخلو من الأبدال في الأرض، فالمدير الذي لاتزال بصمته ماثلة في أذهان طلابه ومسيرة مدرسته لن يمحى أثرها حتى يأتي غيره ليجدد دمغتها، ومدرب فريق كرة القدم الناجح لاتزال الألسن رطبة بذكره الطيب حتى يأتي من هو أكثر منه تضوعاً ،وصعوداً على هذا القياس مع كل مؤسسات الدولة ومرافقها، فكل لها تأريخها يحكي قصة من أسس لها فبنى، أو أدار فعمّر والبقاء للأوفى في أذهان الرعية ، أما من خانوا الأمانة فلا لسان لهم غير سوء الذكر ،أو قل مكانهم مزبلة النسيان أو إن شئتَ مَخرءة التأريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك