ذكرى طيبة خلدت في بالي,ولن تفارق خيالي "عندما كنت في برلين" وهي ذكرى موقف قام به صديقي واخي السفير الصربي في برلين وهو البروفسور ايفي فيسكوفيك.
في البداية كان السيد ايفي زبون عادي يتردد على اسواق الكمبيوتر التي كنت امتلكها في وسط برلين..وجذب انتباهي ان هذا الرجل كان يحاول مساعدة الكثير من ابناء جلدته تكنلوجيا,ويحب التواضع ومساعدة الناس عموما وابناء بلده خصوصا وبشكل كبير.
حبه لمساعدة الناس جعلني اقف معه حتى قبل ان اعرف من هو..وبمرور الزمن اصبح هذا الرجل صديقا مرحب به بشكل دائم في الاسواق.
واذكر له انه في احدى زياراته للاسواق, قام بنفسه بترتيب عدد كبير من قطع الغيار المبعثرة في المحل تطوعا ومن دون ان اطلب مساعدته, فقط لانه قد شاهد ان كمية العمل الذي اقوم به فوق طاقتي بسبب كثرة الاجهزة التي وصلت للاسواق في ذلك اليوم..واكرر كان هذا قبل ان اعرف اي شئ عن عمله.
وفي زيارة اخرى كنت اصور بعض الزبائن في مقاطع افلام دعائية بسيطة وقصيرة للاسواق كي اضعها على اليوتيوب,فطلبت تصويره ,فوافق على الفور وبدون تردد ,وقال في عملي كلام رائع جدا.
وبعد انتهاء تصوير المقطع تحدثت معه عن عمله"فقد كنت اعتقد بانه يعمل مع احدى الجهات الخيرية او انه احد هواة تصنيع او تجميع الكمبيوترات" ,فاجاب الرجل ببساطة انه يعمل في السفارة الصربية في برلين ,فسالته عن نوع العمل ,فاجاب انا اعمل سفير بلدي "صربيا" في المانيا,انا الدكتور ايفه فيسكوفسكا .
ثم سالته..كيف تقبل ان تصور في هذا الفلم الدعائي وانت تعمل هذا العمل المهم"اي السفير"؟ ..فاجاب انا قلت رايي بكل صراحة لا اكثر.
فسالته هل تقبل ان اضع اسمك الكامل على الفديو..فقال نعم افعل..وقد فعلت ذلك كي ترى الناس تواضع هذا الرجل وتتعلم منه.
واليكم الفديو
واخير احب ان اختم بقول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ تَوَاضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ ، فَهُوَ فيِ نَفْسِهِ صَغِيرٌ ، وَفيِ أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرٌ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهِ ، فَهُوَ فيِ نَفُسِهِ كَبيِرٌ ، وَفيِ أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرٌ.
وشكرا
عدنان شمخي جابر الجعفري
https://telegram.me/buratha