عندما صرح يوم أمس الزعيم الاخواني العثماني "اردوغان" بان بلاده ستحارب المنظمات الارهابية في المنطقة"سبحان مغير الاحوال"!!, لكنها ملتزمة بهدفها الرئيسي وهو الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد "وكان اردوغان هو من يحدد للدول العربية قادتها"..كان يعي جيدا بان محاربة داعش بالطريقة الامريكية الجديدة لن تجني ثمارها,فداعش هي وليدة المعارضة السورية "المعتدلة كما يسميها اردوغان ومن يصدقونه",والمعارضة السورية هي وليده العمالة لحكومة اردوغان الاخوانية ومن تحالف معها من حكومات المنطقة لسبب او لاخر.
المتابع الجيد لتصرفات اردوغان يمكنه معرفة الاسباب الحقيقية وراء كراهية لنظام الحكم العربي القومي في سوريا,وجعل الاطاحة به من اهم اولوياته,فاردوغان يريد حكم العلم العربي باسم الاسلام كما فعل اسلافه"العثمانيون",ولا يرغب في رؤية اي نظام حكم عربي فيه شئ من القومية..وهذا سبب خلافه ايضا مع نظام الحكم الحالي "حكومة السيسي" في مصر .
كما وان اردوغان يكره ان يرى سوريا ذات نظام حكم صديق"شقيق" للعراق,لان هذا يهدد مصالح العثمانيين الجدد ويهدد اطماعهم الاستتراتيجية في المنطقة عموما,لذلك نراهم "العثمانيون الجدد" يحاولون وبكل طاقتهم زرع نظام معادي للعراق في سوريا من اجل حكر اتصالات العراق باوربا لصالح تركيا فقط "قاعدة فرق تسد"..وهذا يعني حكر تصدير النفط من شمال العراق,وحكر الاستيراد والتصدير البري من والى اوربا ,وحكر خطوط الانترنت والاتصالات..الخ.
باختصار..اردوغان يريد دولة اخوانية في سوريا تعادي العراق وتنفذ له مخططاته الشيطانية في تخريب المنطقة عموما ,وبالتالي تجهيزالمنطقة العربية لحكم العثمانيين الجدد في المستقبل القريب..ومن المستحيل ان يقبل اردوغان وحزبه بولادة دولة علمانية في سوريا او ان يقبل باي نظام حكم في سوريا غير ان يكون اخواني الهوية او له علاقة بالاخوان.
يدعم موقف اردوغان هذا بعض حكام الدول العربية الذين يرددون مايقوله اردوغان دون النظر لمصالح دولهم الاستتراتيجية في المستقبل القريب والبعيد " بسبب تاثير التعاطف الديني عليهم" ,ودون الانتباه للخطر العثماني"الاردوغاني" القادم.
.فالحرب على داعش مع استمرار تسليح مايسمى بالجيش الحر وبقاء الحدود التركية مفتوحة لتهريب الارهابيين يعني ببساطة ولادة حركات داعشية باسماء جديدة..ويعني ايضا ان الدول العربية ستظل تعيش تحت تهديد خطر الارهاب الداهم وبشكل دائم حتى يطاح بانظمتها واحد تلو الاخر كاحجار الدومينو.
فما تسمى بالمعارضة السورية المعتدلة لايقل خطرها على الدول العربية عموما وعلى العراق ولبنان خصوصا عن داعش واخواتها,وهي الام الولود لهذه الحركات,وجرائمها تملا الانترنت,وهي كذلك لاتخفى نواياها في التوسع على حساب الدول الاخرى حيث ان ذكر بغداد وبيروت لايكاد يفارق المتحدثين باسمها ..اما معارضة الفنادق الخمس نجوم,فهؤلاء لايعرفون عن سوريا اي شئ سوى مايسمعونه عبر الاعلام ,واصبحت معارضتهم للنظام السوري مصدر ترزق جيد لهم ,ووسيلة للعيش المرفه لا اكثر.
بصراحة ..ان كذبة"بدعة" المعارضة السورية المعتدلة قد جلبت لنا الويلات ,واكرر ان هذه المعارضة هي الام التي ولدت لنا داعش والنصرة,والسلاح الذي يرسله العالم لهذه المعارضة يقتل به العراقيين واللبنانيين والمصريين كل يوم..وخطر هذه المعارضة لايقل عن خطر الدواعش على العراق ولبنان بالذات.
وما اعتراف الامريكان بانفسهم بان تدريب المعارضة السورية يحتاج لسنوات عديدة سوى دليل على رغبتهم بعدم انهاء هذه اللعبة الخطرة من خلال استخدام هذه المعارضة لتخريب المنطقة,ورغبتهم في استمرار هذه الحرب لعشرات السنين..وبالتالي ضمان بقائهم في المنطقة وامتصاص خيراتها لعقود اخرى.
واخير..انصح الحكومة العراقية"وكذلك حكومات الدول العربية التي تفكر او ستفكر بمصالح امتها" بعدم السكوت على تسليح مايسمى بالجيش الحر ..ومطالبة امريكا والامم المتحدة علنا بالكف عن المحاولات العبثية لاسقاط حكومة الاسد ,والعمل على صياغة مشروع مصالحة شامل لحقن دماء الشعب السوري,واستخدام الاموال التي تصرف وستصرف على اشعال الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات لصالح اعادة بناء هذا البلد من اجل عودة كريمة لاهله اليه.
اتمنى ان يمن الله على امتنا بانزال شئ من الحنكة والحكمة على ولاة امرها,والهامهم كيفية الحفاظ على اوطانهم.
وشكرا
https://telegram.me/buratha