المقالات

الحوثيون يطرقون أبواب آل سعود



"أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" أية قرآنية كريمة أكثر ما تنطبق على أمراء آل سعود المتنعمين بقصور بُنيت على أنقاض جماجم المظلومين في أرض الحجاز.

في هذه المرحلة التاريخية من عمر المنطقة المشرقية، يرتفع منسوب الدم، وتتصاعد أدخنة الدمار، وتعلو أصوات الفتن، تصطك أسنان حكام الحجاز، فيما يقترب الموت القادم من اليمن إليهم.

لقد سيطر الحوثيون على منفذ "الطوال" الحدودي في محافظة حجة على الحدود الشمالية لليمن مع السعودية، وسقط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات بين الحوثيين ومسلحي قبائل بمحافظة إب، فيما نشرت صحيفة "اليوم" السعودية السبت تصريحا للمدير العام لحرس الحدود السعودي اللواء عواد البلوي تعهد فيه بالتصدي "لكل من يفكر في العبث بأمن الوطن"، مؤكدا أن الحدود الجنوبية للمملكة سواء البرية أو البحرية آمنة.

لطالما دعم آل سعود بعض القبائل عازفةً على الوتر المذهبي تارةً والعشائري تارةً أخرى، تريد إنشاء حزام عازل بينها وبين الحوثيين الذين كانوا ولا يزالون يشكلون كابوساً يقلق الرياض، لقد تم دعم تنظيم " القاعدة" في اليمن من قبل نظام آل سعود من أجل إغراق ذلك البلد بالمشاكل كي لا يتلفت إلى قضاياه الوطنية لا سيما تلك المتعلقة بأراضٍ يحتلها آل سعود، يؤكد التهمة الموجهة للنظام السعودي في دعمه للقاعدة أنها على مرمى حجر منه في كل من "اليمن والعراق" ومع ذلك لم يُسمع عن وجود "قاعدي" في السعودية ولا حتى عمليات إرهابية أو عارك بينها وبين السلطات التابعة لآل سعود، بالتالي فإن تنظيم"القاعدة" هو استراتيجية "سعودية" من أجل ضرب استقرار أي بلد قد يشكل خطراً على مصالحها، وفي ذات الوقت تحاول الرياض نفي التهمة عنها بمشاركتها في الحلف العالمي ضد "داعش" ومن يتابع الداخل السعودي والفضائيات الدينية "السعودية" سيعلم بأن "القاعدة" تنظيم راديكالي يتمتع بشعبية لا سيما عندما يتحدث شيوخ من أمثال "دمشقية والعرعور وعثمان الخميس وغيرهم" عن الجهاد المزعوم للمقاتلين الذين يتبعون تنظيمات تتبع للقاعدة، الآن الزمن يحتم على السلطة في الرياض أن توعز لمشائخها أن يتوقفوا عن الكلام المباح، فلا ينقص آل سعود الآن تهمةً أخرى تعزز تهمة دعم التطرف الموجهة لهم.

بالعودة للحوثيين والخطر الذي يشكلونه على آل سعود فإنه بمجرد أن يحقق هؤلاء وجودهم سياسياً وعسكرياً في بلادهم، فإن تلك المناطق اليمنية التي يحتلها نظام الرياض ستكون هدفاً مشروعاً للعمل من أجل تحريرها، فضلاً عن مخاوف بأن يتم فتح معابر بين الحوثيين والثائرين من شعب الحجاز في الشرق " القطيف ".

قد يتطور سيناريو الأحداث في تلك المنطقة، ويصل إلى حد سيطرة الحوثيين على معابر أخرى، كل تلك الإرهاصات قد تمهد لبدء معركة أو توتر كبير بين اليمن والحجاز، وستُفتح على نظام الرياض جبهة جديدة ستستهلك الكثير منه ماله وأعصابه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك