يدور هذه الأيام, وتتناقل بعض وسائل الأعلام, خبر عن تحشيد داعش قواتها لإقتحام العاصمة بغداد.
كل من يعرف مجريات الأمور, وكل من له إطلاع على الواقع في العاصمة بغداد, يعلم تماما إن ما يدور من كلام, كله مجرد جزء من الحرب الدعائية, والنفسية, التي تنتهجها داعش, والدول والجهات الداعمة لها.
تحاول داعش أيضا, دعم هذه الأخبار الكاذبة, من خلال تكثيف الهجمات بالسيارات المفخخة, كذلك إشاعة أخبار مفادها, أن الخلايا النائمة "الداعشية" ستقول كلمتها في سرعة سقوط بغداد.
البغداديون تنبهوا لهذه المسألة, فهم يعلمون جيدا ما يجري على الأرض, لذا سارعت بعض القنوات الوطنية, وبعض المواطنين, من إقامة فعاليات, والقيام بحلقات بث مباشر, من مناطق بغداد وحزامها, تدحض تَقَوِّلات وتخرصات المغرضين, الذين يبثون الدعايات بين المواطنين.
إمكانية سقوط بغداد مستبعدة جدا, وتكاد تكون إحتمالية سقوطها صفر من المائة.
ثم إن بغداد, تمثل قلب البلد النابض, ولا يمكن بأي حال من الأحوال, السماح لتوقف هذا القلب.
هناك أمور عديدة, تدعم القول بصعوبة سقوط بغداد, ولا يمكن مقارنة الحال, في الموصل وتكريت والرمادي بالحال في بغداد.
إن عوامل كثيرة, ستسهم في الحفاظ على العاصمة, منها خارجية ومنها محلية.
الخارجية؛ تتمثل بالقوة الإقليمية إيران, التي لها بصمتها الواضحة في العراق, لن تسمح بتعرض بغداد لأي خطر, وخصوصا مع وجود العتبات المقدسة, التي أعلنت إيران صراحةً, إن الجيش الإيراني سيتحرك مباشرة, ويتدخل, في حال تعرض العتبات المقدسة للخطر.
أمريكا "رائدة التغيير" في العراق, من جانبها أيضا, لن تسمح بسقوط بغداد, وخصوصا؛ مع قرب الإنتخابات التشريعية فيها, فأي تدهور في الأوضاع في العاصمة سيحسب على أمريكا, مما قد يؤثر على بوصلة الناخب الأمريكي.
داخليا؛ فإن التواجد العسكري, والطبيعة النوعية للقوات المسلحة, الموجودة في بغداد, تدفع كل إحتمالية لسقوطها.
الطبيعة المجتمعية, والخلفيات الدينية للمجتمع البغدادي, لن تسمح بسقوط بغداد, ثم إن أي خلايا نائمة محتملة الوجود, ستكون في مرمى وقبضة القوات الأمنية, وقوات الحشد الشعبي, التي لن تقف مكتوفة الأيدي, أمام أي تحرك مريب, في العاصمة.
https://telegram.me/buratha