بعد ان أصابنا الشتات فبعضنا نازح والآخر مُهجر قسرا والأقل مُهجر خوفاً أصبحنا نسال عن الأصدقاء من أصدقاء نلتقيهم صدفه ، وفي مصادفه اجدها جميله التقيت بأحد أصدقاء الطفولة و بعد حرارة اللقاء وطول العناق دعوته لشرب فنجان القهوة كي نتذكر ونسترجع أياما كنا نراها عجاف ولكنها بعد مرور الأعوام وجدناها سنوات خير لا سياسيا حتى لا تحسبوني من عهدا ذهب لانها اسهل التهم في زمن عبعوب ولكنا نجدها خيرا لأننا كنا نعيش يومنا آمنين ومطمئنين بإذن لله ، لا اريد ان اخرج عن فكرتي ولهذا سوف أعود لما سالت به صديقي وكانت بكل تأكيد اسئله نعتادها نحن العراقيين بطبيعتنا العاطفية لهذا أخذتني عاطفتي كي اسئله عن أصدقاء العمر
ووجدت ان بعضهم استشهد اغتيالا او تفجيرا او حزنا على من فقد وآخرون هاجروا وتركوا العراق لعبعوب وأمثاله وعندما سألته عن صديقنا المشترك قصي وهو كان من زملاء الدراسه النوابغ الذي كان يبحث الجميع عن كرسياً قريبا منه في فترات الامتحانات وقد تخرج مهندسا زراعيا فأجابني انه بخير في بغداد فقلت له الحمد لله ان هناك من شاكلة قصي في بغداد فقلت له وماذا يعمل فابتسم ابتسامه لم افهمها فقلت له ماذا يعمل قصي فقال لي انه يعمل بعقد على نظام الأجور اليوميه في أمانة بغداد فقلت له الحمد لله هذا جيد وأكيد سوف يثبت في الوظيفه آجلا ام عاجلا ويضمن تقاعد له ولعائلته فأجابني قال هو يعمل بعقد منذ اربع سنوات فقلت له ولماذا لم يثبت كل هذه المده فأجابني صديق العمر ان قصي لا يملك واسطة ( الواسطة هو شخص ذو نفوذ ) فقلت له هو مهندس وذكي وأتوقع له التوفيق فعاد صديقي الى نفس الابتسامة وعندها لم أتحمل الانتظار وقلت له رجاءا قل لي لماذا هذه الابتسامة منذ ان سألتك عن قصي ،
فأجابني وصوته تحول الى نبرات فيها الكثير من الحزن ان قصي يعمل في منتزه الزوراء وهو تابع الى أمانة بغداد فقلت له جيد فقال لي ان عمل قصي هو موظف بقسم القرود في حديقة الحيوانات التابعة لمنتزه الزوراء والتي تشرف عليها أمانة بغداد ، حينها فهمت لما هذه الابتسامة وحينها أيضاً علمت لماذا هكذا حصل في بلدي ، عبعوب أمينا لبغداد بجهله وتخلفه وزرقه وورقه وقصي النابغة يراعي اقارب عبعوب في حديقة الحيوانات ( لا يتهمني احدا بالسب والقذف فعلميا كلنا اقارب القرود والقرود اقاربنا)
لهذا أقول للدكتور حيدر العبادي المحترم نطالبك بالتغيير ونحن نثق بك فلا تخذلنا
https://telegram.me/buratha