المقالات

نفط البصرة للعراق ونفط الاقليم لكردستان معادلة ظالمة هل يمكن تغييرها؟

1383 00:23:44 2014-11-20

يبدو أن أهم ما ميز العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان خلال السنوات الثمانية السابقة، هو مبدأ تفقيس الأزمات، فكل مشكلة وأزمة بين الطرفين تقودهم لمشكلة وأزمة جديدة، فوجد الطرفان في الكثير من أوقات ألثمان سنين السابقة إنهما وصلا الى طريق مسدود، لان المشاكل تعقدت وتأزمت كثيرا، لتصل في بعض الأحيان الى حالة أشبه بحالة الحرب.

ومع كل النداءات والمطالبات الوطنية والدولية، والتي كانت في مقدمتها مطالبة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، على أهمية حل المشاكل من خلال الحوار المتبادل وليس من خلال الصراع المتبادل. الا انه مع الأسف الشديد، لم تجد هذه النداءات استجابة حقيقية، بل استمر التصعيد وازداد التأزم، لتصل الأمور الى قيام الحكومة الاتحادية السابقة بقطع ميزانية الإقليم لعام 2014 وعدم دفع رواتب موظفي الإقليم، لتصل حجم الأموال المستحقة للإقليم والتي لم ترسلها بغداد له بحدود الـ10 مليار دولار، في المقابل كان قيام الإقليم بتصدير النفط من دون الرجوع للحكومة الاتحادية تصرفا زاد من التأزم و أوصل الامور الى القطيعة.

هذه المشاكل والقطيعة سببت خسائر مالية كبيرة للاقتصاد العراقي اقتربت من الـ 30 مليار دولار، أي بعبارة أخرى ان هذه المشاكل كانت نتائجها هي الخسارة المتبادلة للطرفين. الحكومة الاتحادية الجديدة، سعت الى انتهاج سياسة جديدة مع الإقليم تكون معاكسة لسياسة الخسارة المتبادلة، وهي سياسة الربح المتقابل، وأساس هذه السياسة يقوم على حل المشاكل العالقة بين الطرفين بالحوار والتفاهم.

ولان النفط كان أهم المشاكل العالقة بين المركز والإقليم، كان توجه الحكومة الاتحادية ومن خلال زيارة وزير النفط عادل عبد المهدي للإقليم، للوصول لبداية حل لهذه القضية، تكون نقطة انطلاق لحل نهائي وشامل للمشاكل بين بغداد واربيل. وبالفعل تحقق هذا الاتفاق الأولي، والذي على أساسه استعاد الاقتصاد العراقي ما مقداره 150 ألف برميل في اليوم من نفط الإقليم، سيباع وتوضع أمواله في حزينة الحكومة الاتحادية، مقابل قيام بغداد بإطلاق 500 مليون دولار أي ما قيمته 5% من مستحقات الإقليم المالية السابقة.

 وعلى الرغم من الهجمة (الظالمة ومدفوعة الثمن) التي شنها البعض على الاتفاق، إلا إنني ارى ان هذا الاتفاق يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتغيير معادلة ظالمة استمرت لثمان سنين. حيث كنا في السنوات السابقة نعطي للإقليم ميزانية مقدارها 17% من ميزانية الحكومة الاتحادية وكل هذه الأموال كانت تعطى لهم من إيرادات نفط البصرة.

في حين لم نستلم دولار واحد من إيرادات نفط الإقليم، لكننا اليوم سوف نعطي للإقليم الـ 17% مقابل ان يكون نفط الإقليم مساهما في هذه الميزانية حاله حال نفط البصرة.

لنبدأ الخطوة الأولى بتغيير تلك المعادلة الظالمة التي فرضها علينا البعض لمدة ثمانية سنوات ونصت على ان "نفط البصرة للعراق ونفط الإقليم لكردستان"، لنكتب بدلا عنها معادلة جديدة تنص على ان "نفط العراق للعراقيين جميعا".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك