المقالات

تعساً لبلدة حاكمها صخل، وقاضيها صخيل!

1804 01:50:56 2014-12-25

يجول خاطري بين طيات التأريخ وحكايا الماضي، باحثاً عن تفسير لأحداث الحاضر! فتارة أستذكر قصصاً من التأريخ، لأحداث تتطابق شخوصها، مع أشخاص أبتلينا بظهورهم على الساحة الاجتماعية والسياسية، بعد أن كانوا نكرات، لا هم في العير ولا في النفير!

يحكى أن بلدة تقع في أقصى بلاد العرب، مما يلي فارس، لتلك البلدة حاكم يدعى (صخل) وكان ذلك الحاكم يُعرف بالمكر والدهاء، وقد نصب ابنه (صخيل) قاضياً على البلدة، فإذا ما حدث أن إعترض أحدهم على الحاكم، أو كانت له مغرمة، أحاله الحاكم الى القاضي! صادف في أحد الأيام، أن مرت إحدى قوافل التجارة بتلك البلدة، فشاهد الحاكم بضاعة أعجبته، فأرسل إليهم الشرطة، ليسلبوا تلك البضاعة من القافلة، عندها قرر التاجر أن يشتكي الى الحاكم! وكالعادة أحال الحاكم القضية الى (صخيل) القاضي!

القاضي بدوره كاد أن يحكم عليهم بالحبس، لتجنيهم على الشرطة! بعد ذلك خرجت القافلة من البلدة، هاربين بما تبقى من بضاعتهم، خوفاً من ضياعها، وهم يتهامسون قائلين: تعساً لبلدة حاكمها صخل، وقاضيها صخيل!

بالمناسبة: صخيل مصغر صخل، والصخل هو ذكر الماعز! كمثل شريك وشُريك. ولعل شريكاً هو الآخر يأخذ بنا الى إحدى زوايا التأريخ؛ فمن طريف ما يذكر ان شريكا بن الأعور دخل على معاوية، (وكان دميما )!

قال له معاوية: إنك لدميم، والجميل خير من الدميم، وإن أباك أعور، والصحيح خير من الأعور، فكيف سدت قومك؟! فقال له شريك: إنك معاوية، وما معاوية إلا كلبة عوت، وإنك لابن أمية، وما أمية إلا أمة صغرت. فكيف صرت أمير المؤمنين؟!

شاهدُ حديثنا، ما يجري في العراق، من تسنم بعض المناصب الحكومية من قبل أقارب الحاكم، من أبناءه وأصهاره وسواهم، بالرغم من عدم إمتلاك بعضهم، حتى شهادة المتوسطة، فنجدهم مدراء عامين، وأعضاء مجالس محلية، وحتى برلمانيين! عندما يوكل الحاكم، مناصباً هامة لمثل هكذا شخوص، لا ينعكس ذلك الفعل السلبي، على أولئك الشخوص فقط، وإنما يكشف ذلك الفعل، عن مدى أهلية الحاكم نفسه، في تولي الحكم، فشبيه الشيء منجذب اليه، ولو لم يكن الحاكم مفسداً، لما فعل ذلك!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك