أسحب إعتذاري لنوري المالكي، الذي تبدد في غير موضعه، مثل ماء يسكب على ارض سبخة؛ لأنني أقدمت عليه.. إعلاميا؛ بغية تطمين ولدي محمد الباقر، الذي طلب مني ذلك؛ إتقاء بطشه المتوقع؛ نظير كلمة الحق التي جاهرت بها؛ كي لا أتقمص ثوب الشيطان الأخرس.
توسطت سيدة فاضلة، بيني وإياه؛ لإيقاف نزيف التصريحات الناشبة مخالبها تبادلا؛ فأبدى إستعداده للكف عن إلحاق المزيد من الاذى بي، مقابل ظهوري على وسائل الاعلام معتذرا، واستجبت برجاء من ولدي؛ الذي طلب مني الموافقة؛ كي لا يتيتم؛ لأن المالكي دأب على الصدامات الجهنمية.
ولأنني عشت يتيما؛ أدرك ما يعنيه إذلال اليتم، خاصة في هذا الزمان الصعب.. فائق التداخلات!
خذل المالكي السيدة المحترمة التي تعهدت لي بتسوية المشكلة، لأنه متحامل ضدي الى حد لو ان الطاغية المقبور صدام حسين، نهض من قبره، عائدا للحكم؛ هو أو بنته رغدة او أي من بقايا نسله، لما أنزلوا بي عقابا، يبلغ أفعال المالكي ضدي! أنا الذي أسست المحكمة الجنائية العليا، التي قضت بإعدامه، وتابعت مراحل ترويج الحكم، وتنفيذه، بمعجزة قصر عنها المالكي، وكاد صدام يفلت، وبالتالي سبقت الى تنفيذ الحكم، في ظروف معجزة، حد الخيال، لأن موانع دستورية، كانت ستستوفى صباح ليلة الاعدام، لو أشرق فجرها لبطل الحكم وبادرت شركة امنية عالمية، الى تهريبه، بتواطئات من جهات عدة.
"اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا اشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء"؟
كلام الله.. جل وعلا، في الاية 44 من سورة "فاطر" / القرآن الكريم، تساؤل رباني يوبخ الطغاة المتجبرين، أحيله الى المالكي الذي لم يتوانَ عن قطع رزقي وايقاف رواتبي وحرماني من استحقاقي التقاعدي، وملاحقتي الى الكويت؛ حيث اردت ان امضي في ارض الله الواسعة، ابعد قصيا عنه، لكنه ظل يطاردني، مفتعلا المشاكل من حولي.
كلما غلقت ابواب يفتح الله منافذ لعباده الصالحين؛ آثرت العمل محاميا، فسلط عليّ من يعطل إنجاز شغلي، ناصبا الشراك لي في مطار بغداد.. أحجز من دون مسوغ قانوني في حالات عدة، وتحت ذرائع واهية، في حالات أخرى؛ بقصد إرباك حياتي.
بل لاحقني جلاوزته بالاذى في لبنان وايران والسفارة البريطانية.
أما لماذا هذا التحامل؟ فلكي يجير منجز اعدام صدام لنفسه وحده، من دون المحرك الحقيقي لحدث لم يكن له فيه دور، سوى التوقيع الوظيفي بحكم المنصب.. ليس إلا، وهي مرحلة، لا جدوى منها لو أنني لم أهيئ المراحل الاخرى.. الضرورية، التي إختفى المعنيون بها؛ خشية بطش البعثية والقاعدة، بعد ان لمسوا ميلا لدى "الاقوى" لتسريب صدام من حبل المشنقة؛ وفاءً لتعهدات مستترة بينهما.
كل الذين تواروا عن أداء واجبهم، في تنفيذ الاعدام، شلوا المالكي، فإنهار في لحظات، وجد نفسه بلا حول ولا قوة، والساعة بلغت السابعة مساءً.. لو أشرق صباح اليوم التالي، يحل عيدان.. الاضحى الاسلامي ورأس السنة المسيحي، وتقع الحكومة تحت ضغط عالمي؛ لإبدال حبل المشنقة بالمؤبد، و"الويلاد" حاضرون لتهريبه.
في هذه اللحظة التي اتلظى انا خلالها بجمر المالكي، لكان صدام في جزر تاهيتي يحتسي الويسكي وفي احضانه حسناء خلاسية، من ملكات جمال امريكا اللاتينية، تتغنج، ساخرة من العراقيين.
من أجل ان ينسب هذا المنجز لنفسه، همشني محاولا محو ذكري، وحاربني حد كسر العظم؛ لأنني متعلم أجيد لغات عدة.. نظيف، طاهر اليد واللسان، أسست الجنائية العليا، وصادقت على الاعدام ونفذته.
"هل جزاء الاحسن الا الاحسان"؟
بغض النظر عن الطاغية واعدامه، أنا عضو في حزب الدعوة الذي يعمل امينا عاما له حاليا.. تعذبت في معتقلات امن صدام وفقدت أحبائي.. قرابين شهادة؛ ولاءً لحزب تتمتع انت بمغانمه الان.. فرطت بما تبقى من عمري الذي سفحت ربعه الماضي في غيايبات السجون؛ لأجل "الدعوة".
لذا اناشد الحزب وشيعة علي والمؤمنين الشرفاء، من اية طائفة ودين، الى مؤازرتي في اقسى قرار اتخذه: "سحب إعتذاري الذي يتمسك به ولدي" مذعورا من ردة فعل المالكي.
حسبي الله ونعم الوكيل! هو مولانا فليتوكل عليه عباده المخلصون.
https://telegram.me/buratha