كان العراقيون في الأيام الأخيرة ينتظرون الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب من اجل إقرار الموازنة العامة لعام 2015م , وكانت التصريحات الرنانة للنواب تبشر بخير حتى ظهر يوم الخميس موعد الجلسة المرتقبة ؛ إلا أن رفع الجلسة بعد القراءة الأولى كان صدمة للشعب بعد أن كان المؤمل أن تقر الموازنة في نفس اليوم .
لو كان هذا الحدث في بلد آخر قريب, أو بعيد عن العراق لرأيت الناس تملا الشوارع وهي تبحث عن السيوف لتبدأ معركة في الدفاع عن حقوقها؛ لان الحق الذي يهدر بهذه الطريقة لابد أن يستعاد بلغة مماثلة وبأسلوب مسانخ .
وكم كنت أرجو أن أصحو يوماً وقد صكت أذني أصوات الخارجين في الشوارع للمطالبة بالحقوق؛ ولا ادري بماذا يفكر القابعون في بيوتهم, وكيف ينظرون إلى الحقوق المهدورة باسم القانون والسياسة الغادرة .
وهذا الوضع قد ارق الكثيرين من الأحرار, واسهر عيونهم وجعل الدماء تفور في عروقهم تنتظر الخروج من اجل الدفاع عن حقوق الأجيال ضد الفاسدين من أبناء البلد الذين باعوا أنفسهم للشيطان؛ وهم لا يعلمون انه سيأخذهم إلى نار جهنم الكبرى.
وفي هذا الوقت كنا ننتظر أن تبدأ المنظمات المدنية للخوض في العمل على استرداد الحقوق, بعد أن ذهبت أيام الفاسدين الكبار, وجاء وقت جديد لم تتأسس فيه لحد الآن منظومة الفساد الخاصة بالوضع الجديد .
وبعد هذا الانتظار المر تبين أن عددا من الجهات التي تقوم بواجبها وعلى رأسها الحشد الشعبي لم تتلق رواتبها لمدة أشهر ومن خلال التطور الجديد في عملية إقرار الموازنة يبدو واضحا إن هذا الوضع الحالي أن الاهتمام الحكومي بهذه الشرائح على حاله منذ زمن الحكومة السابقة .
وعلى هذا تم قطع الرواتب عن بعض الجهات وإلغاء توظيف عدد من العمال والموظفين؛ مع أن التصرف الصحيح ان نعيد النظر في اسلوب التعامل مع الحكومة؛ لان الحقوق التي تضيع لا تعود من جديد.
وبحسب التجربة السابقة فان القادم الجديد ياتي على ركام الفاسدين, ونحن ننتظر ان تترجم الاماني الى واقع في الوقت الذي يريد الجديد ان يعيش على سكوتنا ونحن بالفعل ساكتون .
فلو ان الاحرار والمجاهدين الذين رايناهم في زمن الطاغية يملؤون غرف التعذيب كانوا هنا لكفروا بكل نص يعتبرنا احرارا مثلهم , ولقالوا اننا اقل من العبيد؛ لان العبيد محكومون بالرق, واما نحن فمحكومون بذلّ انفسنا التي رغبتنا في البقاء والمفروض ان ترغبنا في الفناء من اجل البقاء .
https://telegram.me/buratha