الاحتفال بذكرى ولادة رسول الانسانية وخاتم الانبياء محمد (ص) انما يعبر عن تمسك المسلمين بنهج ومشروع النبي الاعظم الذي يمثل مشروع السماء في العدل والكرامة والرفاه للبشرية جمعاء .
ولا يكتفي مجرد الفرح وإقامة الاحتفالات الشعبية والرسمية لهذه المناسبة العطرة وإنما علينا جميعا تبني هذا المشروع والنهج القويم للرسول الاكرم (ص) والسير على خطى رسالة السماء بالشكل الذي يعبر بصدق عن ارادة الله تعالى في الالتزام بأوامره وتجنب نواهيه بما يصب في خدمة البشرية جمعاء واعمار الارض وتعمير النفوس بما هو صالح وخيّر ، وان الله تعالى حينما ارسل انبياءه بالآلاف انما كان يهدف لإسعاد البشرية وتوجيهها نحو الصلاح والمحبة .
نعم هذه هي رسالة الله تعالى و بها ختم حينما بعث رسوله الاكرم محمد (ص) وذلك حينما وصل العقل البشري الى غاية معرفته وتألقه وبعدما عرف الانسان وتيقن ان الشر والاعتداء على الآخرين وارتكاب المحارم والمعاصي انما يمثل خروجا عن الطريق الذي اختطه الله تعالى لبني البشر وان هذا الخروج عن طاعة الله من شانه اشاعة الانحراف والضلال والتيه الامر الذي يؤدى الى القتل والتدمير والضياع للانسان والمجتمع ، كما ان هذا العصيان لله تعالى لن تمكن الانسان من التوفيق والابداع وتحقيق الاماني المشروعة في الدنيا فضلا عن العقاب الالهي في الآخرة ، ولذلك فان رسالة النبي الاكرم (ص) تمثل الصراط القويم والمنهج الافضل لبناء الحياة وإدامة زخم القوة والمنعة والتطور بما يسعد الانسان في الحياتين الدنيا والآخرة .
ومن هنا نرى ضرورة الالتزام الصحيح وغير المحرّف بتعاليم الدين الحنيف وتطبيق شريعة السماء بالشكل الذي اراده الله تعالى وليس بالشكل الذي يتفق مع الاهواء والنزعات والرغبات الشخصية او الطائفية لان تغليب الجانب الشخصي والطائفي وتحريف آيات القرآن الكريم بما يتفق مع الارادات الشخصية والسياسية من شانه الوقوع في مطبات العصيان والتمرد على اوامر الله ، هذه الاوامر التي تلتقي تماما مع مشاعر وتطلعات الانسان القويم للوصول الى غاياته النبيلة وتحقيق السعادة والاطمئنان له في الدارين ، ولذا نجد ان التطرف والتوتر في الدين انما يتأتى من خلال الانحراف عن أوامر الله تعالى والوقوع في هوى النفس التي تجعل الانسان يزل عن الجادة الصحيحة ويبتعد عن الايمان كل البعد فنرى المتطرفون اليوم وفي كل وقت ومكان يقتلون الابرياء بغير وجه حق ويدّعون انهم يطبقون اوامر الله تعالى ونبيه الاكرم ! وهذه المفارقة العجيبة الغريبة قد وقع فيها المتطرفون والمتشددون وهي تقودهم الى النار وبئس المصير من حيث يشعرون او لا يشعرون .
اننا وفي مناسبة مولد منقذ البشرية الرسول الاعظم محمد (ص) نؤكد على دور رجال الدين المتعقلون وكذلك وسائل الاعلام النزيهة نؤكد على دورهم في توعية الناس على حقيقة الاسلام كما نزلت على نبينا الكريم (ص) وهي تحث الناس على المحبة والإصلاح والإخلاص في العمل والتفاني في حب الوطن والدفاع عنه وكشف الفاسدين ونبذ التطرف والتشدد البعيدين عن الاسلام الحنيف .
https://telegram.me/buratha